164

Explanation of Nahj al-Balagha by Muhammad Abduh

شرح نهج البلاغة لمحمد عبده

Número de edición

الأولى

Año de publicación

1412 AH

[النص]

حكمته. فصار كل ما خلق حجة له ودليلا عليه، وإن كان خلقا صامتا فحجته بالتدبير ناطقة. ودلالته على المبدع قائمة. وأشهد أن من شبهك بتباين أعضاء خلقك. وتلاحم حقاق مفاصلهم (1) المحتجبة لتدبير حكمتك. لم يعقد غيب ضميره على معرفتك (2).

ولم يباشر قلبه اليقين بأنه لا ند لك وكأنه لم يسمع تبرأ التابعين من المتبوعين إذ يقولون " تالله إن كنا لفي ضلال مبين إذ نسويكم برب العالمين " كذب العادلون بك (3) إذ شبهوك بأصنامهم ونحلوك حلية المخلوقين بأوهامهم (4). وجزءوك تجزئة المجسمات بخواطرهم وقدروك على الخلقة المختلفة القوى (5) بقرائح عقولهم. وأشهد

[الشرح]

متعلق بدلنا، وعلى معرفته متعلق به أيضا، أي دلنا على معرفته بسبب أن قيام الحجة اضطرنا لذلك. وما دلنا مفعول لأرانا. وظهرت في البدائع الخ معطوف على أرانا (1) الحقاق جمع حق بضم الحاء رأس العظم عند المفصل، واحتجاب المفاصل استتارها باللحم والجلد وذلك الاستتار مما له دخل في تقوية المفاصل على تأدية وظائفها التي هي الغاية من وضعها في تدبير حكمة الله في خلقة الأبدان، والمراد من شبهه بالانسان ونحوه (2) غيب الضمير باطنه، والمراد منه هنا العلم واليقين، أي لم يحكم بيقينه في معرفتك بما أنت أهل له (3) العادلون بك الذين عدلوا بك غيرك أي سووه بك وشبهوك به (4) نحلوك أعطوك، وحلية المخلوقين صفاتهم الخاصة بهم من الجسمانية وما يتبعها، أي وصفوك بصفات المخلوقين، وذلك إنما يكون من الوهم الذي لا يصل إلى غير الأجسام ولواحقها دون العقل الذي يحكم فيما وراء ذلك (5) قدروك قاسوك

Página 164