المبحث الثالث "منهج الإِمام الرافعي في شرح المسند"
قال الرافعي ﵀ في خطبة الكتاب:
وقد شرح العلماء سائر الأصول، فصنف المغاربة وأصحاب مالك ﵁ لكتابه "الموطأ" شروحًا كثيرة، و"الصحيحان" و"سنن أبي داود" وغيرها، جمعت لإيضاحها تواليف منها ما يتعلق بحال الرواة ومنها ما يتعلق بالغريب والمعاني؛ فأردت أن أصنع بهذا "المسند" قريبًا من صنيعهم بسائر الأصول، وأفرد له شرحًا أسرد فيه الكتاب فصلًا بعد فصل، ثم أتكلم في الأسانيد والمتون بطريق متوسط فصلٍ خالٍ عن الاختلال والإخلال والإملال.
ويمكن أن نجمل منهجه على ضوء كلامه هذا ومن خلال عملي في تحقيق الكتاب في التالي:
يبدأ الإِمام الرافعي كلامه فيقول: "الأصل"، قاصدًا بذلك ما يريد شرحه من نص المسند، ثم يذكر حديثًا أو أكثر بإسناده ومتنه تامًّا، وهذِه ميزة يتميز بها كتابه عن غيره من شروح المسند، ثم يبدأ المصنف في الشرح على النحو التالي:
١ - التعريف برجال الإسناد وتعيينهم والكلام عليهم باختصار، فإذا كان هناك راوٍ مجروح فإنه في الغالب ما يوضح ذلك.
والإمام الرافعي قد اعتمد في ترجمة الصحابة على كتاب "معرفة الصحابة" لابن منده وهو مطبوع بتحقيق الدكتور عامر صبري وقدم له شيخنا الفاضل الدكتور أحمد معبد، كما اعتمد في الكلام على باقي الرجال في الغالب على "تاريخ البخاري الكبير" و"الجرح والتعديل" لابن أبي حاتم.
1 / 54