31

Sharh Muqaddimat al-Tashil li-Ulum al-Tanzil li-Ibn Juzayy

شرح مقدمة التسهيل لعلوم التنزيل لابن جزي

Editorial

دار ابن الجوزي

Número de edición

الأولى

Año de publicación

١٤٣١ هـ

Géneros

جمع المصحف وكتابته
قال ﵀: وكان القرآن على عهد رسول الله ﷺ متفرقًا في الصحف، وفي صدور الرجال، فلما توفي رسول الله ﷺ قعد علي بن أبي طالب ﵃ في بيته فجمعه على ترتيب نزوله، ولو وجد مصحفه لكان فيه علم كبير ولكنه لم يوجد.
فلمَّا قتل جماعة من الصحابة يوم اليمامة في قتال مسيلِمة الكذاب أشار عمر بن الخطاب على أبي بكر الصديق ﵄ بجمع القرآن مخافة أن يذهب بموت القراء، فجمعه في صحف غيرَ مرتب السور، وبقيت تلك الصحف عند أبي بكر، ثم عند عمر بعده، ثم عند ابنته حفصة أم المؤمنين.
وانتشرت في خلال ذلك صحف كتبت في الآفاق عن الصحابة، وكان بينها اختلاف، فأشار حذيفة بن اليمان على عثمان بن عفان ﵄ فجمع الناس على مصحف واحد خيفة من اختلافهم، فانتدب لذلك عثمان، وأمر زيد بن ثابت فجمعه وجعل معه ثلاثة من قريش: عبد الله بن الزبير بن العوام، وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام، وسعيد بن العاص بن أمية، وقال لهم: «إذا اختلفتم في شيء فاجعلوه بلغة قريش»، وجعلوا المصحف الذي كان عند حفصة إمامًا في هذا الجمع الأخير، وكان عثمان ﵁ يتعهدهم ويشاركهم في ذلك، فلمَّا كمل المصحف نسخ عثمان ﵁ منه نسخًا، ووجَّهها إلى الأمصار، وأمر بما سواها أن تخرق أو تحرق، يروى بالحاء والخاء المنقوطة (١).

(١) التسهيل ١/ ٥٢، ٥٣.

1 / 33