Sharh Mukhtasar al-Shama'il al-Muhammadiyah
شرح مختصر الشمائل المحمدية
Número de edición
الأولى
Año de publicación
١٤٤١ هـ - ٢٠٢٠ م
Géneros
* الوجه الثالث: في شرح ألفاظه:
(كساء): هو الرداء الذي يستر أعلى البدن ضد الإزار.
(ملبدًا): مرقعًا.
(غليظًا): خشنًا.
* الوجه الرابع: قال العلامة الباجوري: «كانت عائشة ﵂ حفظت هذا الكساء والإزار اللذين قبض فيهما رسول الله ﷺ لأجل التبرك بهما، وقد كان عندها أيضًا جبة طيالسية كان ﷺ يلبسهما، فلما ماتت عائشة أخذتها أختها أسماء، فكانت عندها تستشفى بها المرضى، كما أخبرت بذلك أسماء في حديثها في مسلم» (^١)، انتهى كلامه.
قلت: وفي هذا تبرك الصحابة ﵃ بآثار النبي ﷺ الثابتة عنه، كالتبرك بريقه ﷺ وشعره وعرقه، وهو من خصائصه ﷺ التي لا يقاس عليه فيها غيره، بمعنى أنه لا يجوز التبرك بآثار غيره من الأولياء والصالحين على القول الصحيح كما قرره الإمام الشاطبي (^٢) وغيره.
* الوجه الخامس: دل الحديث على تواضع رسول الله ﷺ في لباسه بالرغم من إقبال الدنيا عليه بحذافيرها في آخر عمره، وربما لبس ﷺ هذا الكساء موافقة لا عن قصد، فقد كان ﵊ يلبس ما وجد.
وأما تعمد ترقيع الثياب الجديدة كما يفعل بعض المتصوفة فهذا من الجهل بالسنة ومن تلبيس الشيطان عليهم، قال العلامة ابن الجوزي رحمه
(^١) حاشية الباجوري على «الشمائل» ص ٢٢٨، وينظر «صحيح مسلم» حديث (٢٠٦٩). (^٢) ينظر «الاعتصام» للشاطبي ١/ ٤٨٢.
1 / 88