Explicación de la Lámpara para el Tayibi, Revelando las Verdades de las Tradiciones

Sharaf Din Tibi d. 743 AH
108

Explicación de la Lámpara para el Tayibi, Revelando las Verdades de las Tradiciones

شرح الطيبي على مشكاة المصابيح المسمى ب (الكاشف عن حقائق السنن)

Investigador

د. عبد الحميد هنداوي

Editorial

مكتبة نزار مصطفى الباز مكة المكرمة

Número de edición

الأولى

Año de publicación

١٤١٧ هـ - ١٩٩٧ م

Ubicación del editor

الرياض

Géneros

٦٧ - وعن ابن مسعود، قال: قال رسول الله ﷺ: «ما منكم من أحد إلا وقد وكل به قرينه من الجن وقرينه من الملائكة». قالوا: وإياك يا رسول الله؟ قال: «وإياي، ولكن الله أعانني عليه فأسلم، فلا يأمرني إلا بخير». رواه مسلم. [٦٧] ــ «خلق الله الخلق» بيان لقوله: هذا مسلم، وبهذا المعنى لا يستقيم على أن يقال: «إن هذا مقول، وما بعده بيان له؛ لأن الفاء تدفعه. ووجه آخر: وهو أن يقدر: هذا القول مقرر، فوضع «خلق الله الخلق» موضع القول، كقوله تعالى: ﴿وَإذَا قِيلَ لَهُمْ لا تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ﴾ أي وإذا قيل لهم هذا القول؛ لأن (لا تفسدوا): فعل، لا يقع مفعولا إلا على التأويل. وهذا القول كفر فمن تكلم به فليتداركه بكلمة الإيمان وليقل: آمنت بالله خالق كل شيء، وليس بمخلوق، لا يتصور كنهه وهم وخيال، ولا يحضره فهم ومثال. الحديث الخامس عن ابن مسعود: قوله: «قالوا: وإياك» «شف»: اللائق بهذا المضمر المنفصل أن يكون صيغة المرفوع المنفصل فيقال: «وأنت يا رسول الله» فيقو ﵊: «وأنا» لكن إقامة كل واحد من الضمير المرفوع والمنصوب المتصلين مقام الآخر شائع. فمن الأول قوله ﷺ: «من خرج إلى تسبيح الضحى، لا يبعثه إلا إياه» والقياس إلا هو. ومن الثاني قوله ﵊ في حديث الوسيلة: «فأرجو أن يكون أنا هو». أقول: ويمكن أن يقال: إنه ﵊ لما قال: «وما منكم من أحد» الخ سألوا «وإياك» يعني أيضا في هذا الخطاب، فقال: نعم! وإياي؛ لأن الخطاب عام لا يختص بالمخاطبين من الصحابة، بل كل من يصح أن يخاطب به، فهو داخل فيه، كأنه قيل: «ما منكم يا بني آدم من أحد إلا وقد وكل به» ونظيره القذة بالقذة. قوله: «ما من بني آدم مولود إلا يمسه» وقوله تعالى: ﴿فَمَا مِنكُم مِّنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ﴾ والخطاب للناس. قوله: «فأسلم» في جامع الترمذي: قال ابن عيينة: «فأسلم» بالضم أي أسلم أنا منه، والشيطان لا يسلم. وفي جامع الدارمي: قال أبو محمد: «أسلم» بالفتح أي استسلم وذل. وذهب الخطابي إلى الأول، والقاضي عياض المغربي إلى الثاني، وهما روايتان مشهورتان. بقول ويعضد قول من قال: «اسلم» بمعنى استسلم وذل، ما رواه الشيخان في حديث أبي هريرة: «أن عفريتا من الجن تلفت البارحة، ليقطع علي صلاتي، فأمكنني الله منه فأخذته، فأردت أن أربطه إلى سارية من ساري المسجد» الحديث.

2 / 520