83

شرح معاني شعر المتنبي لابن الإفليلي - السفر الثاني

شرح معاني شعر المتنبي لابن الإفليلي - السفر الثاني

Investigador

الدكتور مُصْطفى عليَّان

Editorial

مؤسسة الرسالة

Número de edición

الأولى

Año de publicación

١٤١٢ هـ - ١٩٩٢ م

Ubicación del editor

بيروت - لبنان

Géneros

والأحم: الأسود، والنقع: الغبار، والغربيب: الشديد السواد. فيقول: إن كافورا وفي لا يخترم، وكريم لا يغدر، يصل إلى ما يطلبه وصول مستقدر، وينفذ مستظهر، ولا يغدر بأحد ليروع الناس بغدره، ولا يغلب ذا مال فينكبه، ليفزع ذوي الوفر بظلمه. وبرأ كافورا من هذه الأحوال معرضا بسيف الدولة فيما كان يواقعه منها. ثم قال: بلى إن كافورا يروع برئيس جيش يقتله، وزعيم قوم يجدله، يقصده في الحرب ويصرعه في أحم غربيب من النقع، فيجدله هناك غير مساتر، ويعتمده غير مخادع، ويخوف ذا جيش مثل جيشه، ورئيس جمع مثل جمعه، فيغنيه اقتداره عن الغدر، ويدفع عنه كرمه قبيح الذكر. وَجَدْتُ أَنْفَعَ ماٍ كُنْتُ أَذْخِرُهُ ... ما في السَّوابِقِ مِنْ جَرْيٍ وتَقْريبِ لَمَّا رَأَيْنَ صُروفَ الدَّهْرِ تَغْدُرُ بي ... وَفَيْنَ لي وَوَفَتْ صُمُّ الأَنابِيبِ فُتْنَ المَهَالِكَ حَتَّى قَالَ قَائِلُها: ... ماذا لَقِيْنَا مِنَ الجُرْدِ السَّراحِيْبِ ذخرت الشيء: إذا صنته مساعدا به، والسوابق: الخيل السريعة، والجري: معروف، والتقريب: ضرب من العدو لا يبلغ الجري، والأنابيب: ما بين كعوب القنا، واحدتها: أنبوب، والصم: الصلاب، والجرد من الخيل: القصار شعر الجلود، والسراحيب: الطوال العناق، الواحد: سرحوب. فيقول: وجدت أنفع مال ادخرته، وأقرب معين استغنيته، ما أيدتني الخيل به، عند قصدي لكافور، من تقريبها وجريها، وشدة نهوضها في سيرها، وأشار إلى ما لحقه من طلب خيل سيف الدولة، وحرصها على الظفر به. ثم قال: لما رأت سوابق خيلي أن الدهر قد غدرت بي صروفه، واعتمدتني خطوبه، وفت لي بما أمدتني من قوة جريها، وشدة عدوها، ووفت لي عند ذلك صم أنابيب الرماح التي امتنعت بموضعها، وتهيبت لمعرفتي بالتصريف لها.

1 / 83