Sharh Lumat al-I'tiqad by Al-Mahmood

Abdul Rahman bin Saleh Al Mahmoud d. Unknown
95

Sharh Lumat al-I'tiqad by Al-Mahmood

شرح لمعة الاعتقاد للمحمود

Géneros

وجوب الإيمان بما صح من الأسماء والصفات من غير تمثيل ولا تكييف ولا تعطيل ثم قال المصنف رحمه الله تعالى: [فهذا وما أشبهه مما صح سنده وعدلت رواته] . وهذا أيضًا مهم جدًا؛ فإن قوله: (مما صح سنده وعدلت رواته) يعني أننا لا نثبت هذه الصفات من هذه الأحاديث إلا إذا كانت هذه الأحاديث ثابتة بطرق صحيحة رواتها عدول ثقات، ليس فيها انقطاع، وليس فيها شذوذ ولا علل؛ وإنما هي رواية صحيحة ثابتة. ثم قال: [نؤمن به، ولا نجحده، ولا نتأوله بتأويل يخالف ظاهره] . أي: لا نرده كما رده بعض الذين يردون أخبار الآحاد ويقولون: لا نقبلها في باب العقيدة، وكذلك أيضًا لا نجحده لأنه ثبت بطرق صحيحة. وكذلك أيضًا قال: (لا نتأوله بتأويل يخالف ظاهره)، فهو رد على من يرد السنة، كما أنه رد على من يقبل السنة لكنه يتأول؛ لأن بعض أهل الكلام وبعض المؤولة يقبل السند، ويقول: لا نرد هذا الحديث بل نثبته؛ لأنه وارد عن رسول الله ﷺ، لكنه يتأول هذا الحديث إذا ورد في صفة من صفات الله ﷾؛ فهو لا يرده ردًا مجملًا أو ردًا كاملًا، وإنما يرده ردًا معينًا، بمعنى: أنه يتأوله ذلك التأويل الذي يؤدي إلى نقض ما دل عليه من معنى وما قصده رسول الله ﷺ حينما أخبرنا بهذا الحديث وأمثاله. ثم قال بعد أن رد على أهل التأويل: [ولا نشبهه بصفات المخلوقين] . وهذا هو منهج السلف الصالح رحمهم الله تعالى؛ فإنهم يثبتون الصفة ولا يشبهون الله ﷾ بصفات المخلوقين، فلا يقولون: إن صفة الله تعالى كصفة كذا أو كذا من المخلوقات. ثم قال: [ولا بسمات المحدثين] . أي: علامات المحدثين؛ والمحدثون هم المخلوقون، سواء كانوا بشرًا أو ملائكة أو نجومًا أو حجارة أو غير ذلك، فأهل السنة والجماعة لا يشبهون الله سبحانه تعالى بشيء من ذلك. ثم قال: [ونعلم أن الله ﷾ لا شبيه له ولا نظير] . فلا شبيه له ﷾، ولا نظير له، ولا مثيل ولا مثل، ولهذا استشهد بقوله ﷾: [﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ﴾ [الشورى:١١]] . فنفى عن الله المثل، وأثبت لله الصفات مستشهدًا باسميه ﵎: السميع البصير، وهما دالان على صفة السمع وصفة البصر لله ﷾، وهذا هو منهج أهل السنة والجماعة رحمهم الله تعالى، وقد سبق بيان ذلك. ثم إن المصنف رحمه الله تعالى قال: [وكل ما تخيل في الذهن أو خطر بالبال فإن الله تعالى بخلافه] . وهذا لنفي التكييف، أي: أن البشر لا يستطيعون أن يكيفوا ذاته ولا صفاته، ولهذا فكل ما توهمه الإنسان في صفة من صفات الله ﷾ فإن الله ﵎ بخلاف ذلك؛ لأن الله تعالى لا يعلم ذاته إلا هو، ولا يعلم صفاته إلا هو ﷾؛ فأهل السنة والجماعة لا يكيفونها، ومهما بلغت خيالات الإنسان ليثبت لله ﷾ قريبًا من صفة من صفاته فإن الإنسان لا يستطيع ذلك؛ لأن الله ﷾ أعظم وأجل مما خطر بالبال، بل هو ﵎ على خلاف ما خطر ببالك؛ وهذا منهج أهل السنة والجماعة.

5 / 4