أما بعد ، فأقول - وأنا العبد الفقير إلى الله - منصور بن محمد : إني وجدت أكثر الناس حجا الضعفاء ، إذ عليه يأتجرون (¬1) ، وهم له لا يحسنون ، وعلى وجهه لا يأتون ، ولقصده لا يهتدون ، فيأخذون عليه جعلهم (¬2) ، ويجهلون فيه فعلهم ، فلا يدرون (¬3) تمامه ونقصانه ، ولا ثبوته ولا بطلانه ، وما يلزم فيه من دم أو صوم أو طعم وما لا يلزم ، ومنهم من تحمل في الأسفار ، إليه (¬4) عدة من الأسفار (¬5) ، ليهتدي بها إلى معانيه، ويتفقه منها فيه، فرأيت أن أشرح (¬6)
¬__________
(¬1) يأتجرون، أي يطلبون الأجر عليه، والمقصود الأجر المادي الدنيوي. انظر : ( ابن منظور، لسان العرب، " أجر" ج4 ص10-11 ) .
(¬2) الجعل - بضم الجيم -: ما يجعل على العمل، وهو أعم من الأجرة، والجمع أجعال. انظر : ( محمد رواس قلعه جي ، معجم لغة الفقهاء ، ط1 دار النفائس - بيروت ، 1416ه 1996م ، ص 143 ، وسيشار إليه : قلعه جي ، معجم لغة الفقهاء ) .
(¬3) زاد في ( م ) : فيه .
(¬4) في ( م ) : إلى ، والصواب المثبت بالأعلى .
(¬5) الأسفار الأولى جمع سفر - بفتح السين والفاء -، وهو المعروف بأنه ضد الإقامة، والأسفار الثانية جمع سفر - بكسر السين وسكون الفاء -، وهو الكتاب. والمعنى أن من الناس من يحمل كتبا كثيرة في سفره، حتى يسترشد بها في عبادة الحج ، فأراد الشيح بتأليفه هذا أن يغني المسافر عن حمل هذه الكتب.
(¬6) زاد في ( ي ) : إلى ، والصواب المثبت بالأعلى ..
Página 3