61

شرح كتاب التوحيد من صحيح البخاري - الغنيمان

شرح كتاب التوحيد من صحيح البخاري - الغنيمان

Editorial

مكتبة الدار

Número de edición

الأولى

Año de publicación

١٤٠٥ هـ

Ubicación del editor

المدينة المنورة

Géneros

وكلامه الأخير مردود، باتفاق الجميع على إثبات الأسماء الحسنى، قال الله تعالى: ﴿وَلِلّهِ الأَسْمَاء الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا﴾ (١)، وقال تعالى: ﴿لَهُ الأَسْمَاء الْحُسْنَى﴾ (٢)، والأسماء المذكورة فيها صفات، ففي إثبات أسمائه إثبات صفاته" (٣) .
قلت: كلام ابن حزم ﵀ باطل، ولا حجة له فيما ذكر، لأن الصفة: مصدر وصفت الشيء أصفه وصفًا، وصفة، مثل: وعد، وعدًا، وعدة.
فإذا قيل: إن الله بكل شيء عليم، وهو رحمن رحيم، وعلى كل شيء قدير، فالمعاني القائمة بالرب - تعالى - التي دل عليها هذا الكلام، من العلم، والرحمة والقدرة، هي الصفات المقصودة، وإنكار ذلك مكابرة، أو عناد وضلال، وإلحاد.
وقد دلت نصوص كتاب الله -تعالى - وسنة رسوله ﷺ والفطرة والعقل على ذلك، قال الله تعالى: ﴿وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ﴾ (٤) .
وقال - تعالى -: ﴿أَنزَلَهُ بِعِلْمِهِ﴾ (٥)، وقال -تعالى-: ﴿إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ﴾ (٦) . وقال تعالى: ﴿وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ﴾ (٧) .
وقال - تعالى-: ﴿رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَّحْمَةً وَعِلْمًا﴾ (٨) .

(١) الآية ١٨٠ من سورة الأعراف.
(٢) الآية ٨ من سورة طه.
(٣) "فتح الباري" (١٣/٣٥٦-٣٥٧) .
(٤) الآية ٢٥٥ من سورة البقرة.
(٥) الآية ١٦٦ من سورة النساء.
(٦) الآية ٥٨ من سورة الذاريات.
(٧) الآية ٨ من سورة المنافقون.
(٨) الآية ٧ من سورة غافر.

1 / 62