34

Sharh Kashf al-Shubuhat by Muhammad ibn Ibrahim Al Sheikh

شرح كشف الشبهات لمحمد بن إبراهيم آل الشيخ

Investigador

محمد بن عبد الرحمن بن قاسم

Editorial

طبع على نفقة محمد بن عبد الرحمن بن قاسم

Número de edición

الأولى

Año de publicación

١٤١٩هـ

Géneros

إذا عرفتَ ما قلتُ لك معرفةَ قلب، وعرفتَ الشرك بالله الذي قال الله فيه: ﴿إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ﴾ الآية، وعرفت دين الله الذي بعث به الرسل من أولهم إلى آخرهم الذي لا يقبل الله من أحد سواه، وعرفت ما أصبح غالبُ الناس فيه من الجهل بهذا أفادك فائدتين: ــ لا يخلق ولا يرزق إلا الله ولا يدبر الأمر إلا الله) يعني أنها دلّت على توحيد الربوبية، ومعلوم أن لا إله إلا الله دلت على توحيد الربوبية بالتضمُّن١ لكن معناها الذي وُضعت له مطابقة أن يكون الله وحده هو المعبود دون كل من سواه. (فلا خير في رجل جهال الكفار أعلمُ منه بمعنى لا إله إلا الله) هذا رجلُ سُوءٍ لا خير فيه، هذا أقل ما يُقال فيه؛ فالمصنف اقتصر واقتصد على أدنى ما يقال فيه وإلا فهو يستحق أعظم، بل لا خير فيه بحال. إذا كان أبو جهل فرعون هذه الأمة وأضرابه أعلم منه بمعناها فلا جهلَ معنى هذه الكلمة التي هي أصل دين الإسلام وقاعدته وأساسه. (إذا عرفتَ ما قلتُ لك معرفةَ قلب) يعني معرفة حقيقية واصلة إلى سويداء القلب ليست مجرد دعوى باللسان؛ فإن مجرد دعوى اللسان من غير معرفة القلب ليست معرفة (وعرفت الشرك بالله) وهذا من عطف العام على الخاص، وإلا فما تقدم وافٍ في بيان

١ كما تقدم معناه.

1 / 39