Explicación de Galeno sobre el libro de Hipócrates llamado Epidemias
شرح جالينوس ل كتاب أبقراط المسمى افيذيميا
Géneros
والطبيب الآخر الذي دعي إلى علاج رجل كان قد توهم أن ميتا من الموتى صوت به باسمه فنالته من ذلك حيرة في نفسه ولزمه غم وأرق وحمى فخلصه من ذلك التوهم بحيلة شبيهة بتلك الحيلة. وذلك أنه لما أتاه أوهمه أنه قد عرفه وأنه الرجل الذي كان صاح به يستجير به من لصوص كانوا قد وقعوا عليه فشلحوه في مقبرة على باب المدينة ثم قال له: «إني رأيت أن أمنعك المعاونة على مرضك كما منعتني معاونتك إياى على أولائك اللصوص على أني قد استجرت بك وصوت باسمك». وذلك يحكى عن أراسسطراطس فأما القصة الأولى فتحكى عن خروسبس معلمه.
وقد دعيت أنا أيضا إلى علاج امرأة كانت قد بليت بعشق فكانت تسيح منه وتذوب فتخلصت إلى أن علمت من تهوى فضلا عن أن علتها من عشق. وقد يحكى عن أراسسطراطس أنه وقع على علة كانت بابن ملك كان في زمانه من عشق وكان وقوعه على ذلك فيما أحسب بهذا الطريق الذي وقعت به على علة تلك المرأة أنها من عشق وهو شيء مركب من الخبرة بأمور الطب ومما يتخلص ويتأتى له بالعقل العامي إن شئت أن تسميه عقلا وإن شئت أن تسميه ذهنا أو رؤية أو فكرا. فقد وصفنا هذه الأشياء في مقالة مفردة وصفنا فيها أمر تقدمة المعرفة.
وأما الآن فإني راجع إلى ما قصدت إليه ومذكر بما قلت إن الخبرة بأمور الطب والتخلص والفطنة للأحوال إذا اجتمعت للرجل قدر أن يستخرج ويعلم أشياء كثيرة مما يدعيها الناس من علل البدن بالباطل ومما يوهمون به أنهم يجدونه من الوجع الشديد. فإن أبقراط لم يطلق القول فيقول: «إن الأوجاع يقدر المتعرف أن يتعرفها بهذا الطريق» لكنه استثنى فقال «الصعبة جدا» فإن «الرعب» اللازم لصاحب العلة ليس يكون من الوجع اليسير لكنه إنما يكون من الوجع الصعب الشديد جدا.
Página 260