فكيما لا تقيس دائما الدور الثاني بالدور الأول كما قلت الآن يمكن أن تجعل المقايسة مطلقة بين كل دورين متواليين. لذلك فيما أحسب قال فأوجب أن تزيد التقدم من دور على دور ربما كان دليلا على تزيد المرض وربما كان دليلا على تنقصه وانحطاطه أما على تزيده فإذا كان الدور الثاني يبتدئ قبل وقت الدور الأول وأما على تنقصه وانحطاطه فإذا كان الدور الأول يبتدئ من قبل وقت الدور الثاني. ولذلك أطلق القول فقال: «وفي الأدوار إذا كان دور أزيد تقدما على آخر» وقد كان يمكنه أن يقول: «على الدور الذي قبله» فترك أن يقول ذلك واستعمل لفظة تدل على شيء أعم وهو قوله «على آخر» لأن قوله «على آخر» عام محتمل لأن يحمل على الأول والثاني لأنه قد يصح فيهما دائما أن يقال إن أحدهما أيهما كان إذا كان أزيد تقدما على الآخر فذلك دليل على تزيد المرض أو على تنقصه لأن الثاني إن سبق كان ذلك دليلا على تزيد المرض والأول إن سبق كان ذلك دليلا على تنقص المرض.
فيصير نسق هذا الكلام كله على هذا المثال: «إنك إذا قست الأدوار بعضها إلى بعض فوجدت ابتداءها يكون في وقت واحد ثم قست بعد فوجدت ابتداء واحد منها قبل ابتداء آخر فذلك يدل إما على تزيد المرض وإما على سكون منه يعني تنقصه وانحطاطه».
[chapter 15]
قال أبقراط: ومن ذلك أن الذين يهلكون سريعا البحران فيهم أسرع لأن آلامهم أسرع وأحد وأقوى.
Página 122