225

Explicación de Galeno sobre el libro de Hipócrates llamado Epidemias

شرح جالينوس ل كتاب أبقراط المسمى افيذيميا

Géneros

ولما كان بطن هذا المريض معتقلا فسقي بعض الأدوية المسهلة إما أن يكون أبقراط نفسه سقاه أو غيره ممن كان يتولى علاجه وسمى ذلك الدواء في هذا الكتاب «بابلس» وسماه بعينه في كتاب تدبير الأمراض الحادة «بفليون». إلا أنه لم يسهل بطنه على أن الدواء قد كان انحدر من المواضع العالية التي نحو الشراسيف إلى ما دون ذلك إلا أن طبيعته لم تجب إلى الإسهال إما لخصوصية طبع ذلك المريض وإما لقلة ما سقي من ذلك الدواء. ولعله أن يكون كان في موضع من أمعائه ثفل يابس صلب قد لحج وغص فيه فكان يحتاج إلى أن يستفرغ بحقنة قبل أن يسقى ذلك الدواء المسهل فإن الدواء المسهل إذا كان ضعيفا لم يقو على دفع الثفل العتيق اليابس الصلب الغاص اللحج في الأمعاء فلما لم تجب الطبيعة في سقوباس هذا إلى الإسهال «عولج بالشيافة» واحدة بعد أخرى.

وقال في «الشياف إنه لم ير له أثرا» إما لأنه ذاب وإما لأنه اختطف وانتسف من قبل يبس الثفل. ولعله أن يكون لما كانت الطبيعة قد تحركت ومالت نحو البول من قبل ذلك لم يعمل الدواء المسهل ولا الشياف وازداد البطن يبسا.

فقد نجد أبقراط يقول: «إنه بال بولا غليظا كدرا كدورة ملساء مستوية ثابتة» يعني أنها كانت لا تتثور ولا ترسب ولذلك لما أن بال هذا البول «صار بطنه ألين» مما كان كما حكى أبقراط فلما انتقص ذلك التمدد الذي قال قبل إنه كان به في مراق بطنه تبين «طحاله» للمجس فوجد وارما مائلا إلى أسفل. وبسبب ذلك رعف من المنخر الأيسر فانتفع به وبسبب هذا أيضا شرب «الشراب الحلو المر». ويعني «بالشراب الحلو المر» إما السكنجبين وإما ماء العسل المتخذ من الشهد بعد أن يعصر منه العسل الذي يسميه اليونانيون «أبومالي».

Página 534