Explicación de la Verdad
شرح إحقاق الحق
Investigador
تعليق : السيد شهاب الدين المرعشي النجفي / تصحيح : السيد إبراهيم الميانجي
لافتخار أجلتهم (1) على الإمامية والمعتزلة في مسألة خلق الأعمال وغيرها بموافقتهم للفلاسفة فيها، فهو في ذلك حقيق بأن ينشد عليه شعر لا تنه عن خلق وتأتي مثله * عار عليك إذا فعلت عظيم ومما ينبغي أن ينبه عليه في هذا المقام: أن المقالات العجيبة التي تفرد بها شيخ الأشاعرة ليست مما تنتهي إلى مقدمات دقيقة قد اطلع هو عليها بدقة الفكر وممارسة الفنون العقلية والنقلية، لأنه قد علم وتواتر أنه لم يكن من أهل هذا الشأن، والعلماء المطلعين على قوانين الحد والبرهان، بل إنما ذهب إلى بعض تلك المقالات بمجرد مخالفة أرباب الاعتزال، وحب التفرد في المقال طلبا (2) لرياسة الجهال، و لهذا ترى الحكيم شمس الدين الشهرزوري (3) جعل متابعة فخر الدين الرازي لمذهب الشيخ الأشعري قدحا على ذكائه وشعوره ودليلا على نقصان كماله وقصوره عن مرتبة الحكماء المحققين، والرعيل الأول من المدققين فقال: وأعجب أحوال هذا الرجل أنه صنف في الحكمة كتبا كثيرة، توهم أنه من الحكماء المبرزين الذين وصلوا إلى غايات المراتب ونهايات المطالب، ولم يبلغ مرتبة أقلم، ثم يرجع وينصر مذهب أبي الحسن الأشعري الذي لا يعرف أي طرفيه أطول (4)؟ لأنه <div>____________________
<div class="explanation"> (1) ومنهم الفخر الرازي.
(2) وفي نسخة: وطلب رياسة الجهال.
(3) هو العلامة العارف الشيخ عبد الله بن القاسم الإربلي البغدادي العارف الشهير المتوفى سنة 511 صاحب القصيدة السائرة الدائرة في العرفان مطلعها:
لمعت نارهم وقد عسعس ال * لميل ومل الحادي وحار الدليل فتأملتها وفكري من ال * بين عليل ولحظ عيني كليل أو المراد العلامة الشيخ محمد بن عبد الله بن قاسم القاضي المتوفى سنة 586 أو غيرهما والشهرزوري نسبة إلى شهرزور على وزن عنكبوت كورة قريبة من إربل.
(4) قال ابن الأعرابي: قولهم أي طرفيه أطول؟ طرفاه: ذكره ولسانه.</div>
Página 99