301

Explicación de la Verdad

شرح إحقاق الحق

Investigador

تعليق : السيد شهاب الدين المرعشي النجفي / تصحيح : السيد إبراهيم الميانجي

والباقلاني ومن وافقهما أنهم قالوا: لم يقم دليل من الكتاب والسنة على جواز الرضا بكل قضاء فضلا عن وجوبه واستحبابه، فأين أمر الله عباده أو رسوله أن يرضوا بكل ما قضاه وقدره؟ وأما ما يروى من الأثر: من لم يصبر على بلائي ولم يرض بقضائي فليتخذ ربا سوائي (1) فقد قال ابن القيم، إنه أثر إسرائيلي ليس يصح عن نبينا، وأيضا فقد ذهب بعضهم إلى أنه من جملة الأحوال التي ليست بمكتسبة، وأنه موهبة محضة، فكيف يؤمن به وليس مقدورا؟ ولو سلم بناءا على عدم ملائمته ظاهرا لمدح الله تعالى على أهله والثناء عليهم ، فنقول، عدم اتحاد الرضا والإرادة ينافي قول الأشعري وقدماء أصحابه على ما نقله ابن القيم وابن همام (2) في المسايرة حيث قال: إن هؤلاء يقولون: إن كل ما شاءه وقضاه فقد أحبه ورضيه، وبالجملة لا معنى لإرادة الله تعالى أمرا لا يرضاه ولا يحبه وكيف لا (خ ل يشاء ويكرهه) يشاء ويكونه؟ وكيف يجتمع إرادته له وبغضه وكراهته؟ كما هو حاصل كلام القوم، <div>____________________

<div class="explanation"> (1) رواه في الجواهر السنية في الباب السابع فيما ورد في شأن موسى عليه السلام (ص 66 ط بمبي) وذكره ابن قيم في شأن يعقوب عليه السلام. ورواه في كنز العمال (ج 1 ص 93 ط حيدرآباد) وفي الاتحافات السنية (ص 3 ط حيدرآباد) إلا أنه زاد في الجواهر فقرة: ولم يشكر نعمائي.

(2) قال ابن همام وقال إمام الحرمين: إن من حقق لم يكع عن القول بأن المعاصي لمحبته ونقله بعضهم عن الأشعري لتقاربها لغة، فإن من أراد شيئا أو شاء فقد رضيه وأحبه انتهى. منه " قده ".

أقول ابن همام هو الشيخ كمال الدين محمد بن عبد الواحد الإسكندري الحنفي المتوفى سنة 861 له تصانيف منها كتاب التحرير في أصول الفقه، والمسائرة في الكلام، وفتح القدير في الفقه الحنفي.</div>

Página 304