Explicación de la Verdad
شرح إحقاق الحق
Investigador
تعليق : السيد شهاب الدين المرعشي النجفي / تصحيح : السيد إبراهيم الميانجي
بحضرتنا جبال شاهقة مع ما وصفها من المبالغات والتقعقعات (1) الشنيعة والكلمات الهائلة المرعدة المبرقة التي تميل بها خواطر القلندرية، والعوام إلى مذهبه الباطل ورأيه الكاسد الفاسد، فهو شئ ليس بقول ولا مذهب لأحد من الأشاعرة، بل يورد الخصم عليهم في الاعتراض، ويقول: إذا اجتمعت شرائط الرؤية في زمان وجب حصول الرؤية، وإلا جاز أن تكون بحضرتنا جبال شاهقة (2) ونحن لا نراها، هذا هو الاعتراض. وأجاب الأشاعرة عنه بأن هذا منقوض بجملة العاديات، فإن الأمور العادية يجوز نقائضها (3) مع جزمنا بعدم وقوعها ولا سفسطة هيهنا، فكذا الحال في الجبال الشاهقة التي لا نراها، فإنا نجوز وجودها ونجزم بعدمها، و ذلك لأن الجواز (4) لا يستلزم الوقوع، ولا ينافي الجزم بعدمه، فمجرد تجويزها <div>____________________
<div class="explanation"> (1) تقعقع: اضطرب وتحرك وصوت عند التحرك.
(2) والتحقيق أنه إن أزيد من تجويز أن تكون بحضرتنا جبال شاهقة لم نرها، الحكم بإمكانها الذاتي، فهذا عين مذهب الأشاعرة، وليس يظهر فيه فساد أصلا، ولا سفسطة فيه قطعا، وإن أريد عدم اليقين بانتفائها وعدم إباء العقل من تحققها فهو ممنوع، إذ عند الرجوع إلى الوجدان نعلم تحقق العلم العادي بانتفائها ولا ينافيه الامكان الذاتي من الفضل بن روزبهان أيضا في نسخة أخرى.
(3) قوله: يجوز نقائضها، أي يحكم بإمكانها الذاتي، لا أن العقل لا يأبى من تحقق نقائضها في الواقع كيف؟ والعلم العادي لا يحتمل متعلقه النقيض. وقد صرح هيهنا أيضا بجزمنا بعدم وقوعها، وكذا الكلام في قوله: فإنا نجوز وجودها، وقد عرفت تحقيق الكلام في الحاشيتين. من الفضل بن روزبهان.
(4) أي الامكان الذاتي لا التجويز العقلي، لظهور أن الأول لا ينافي الجزم دون الثاني من الفضل بن روزبهان.</div>
Página 105