Explicación sobre los Capítulos de Hipócrates
شرح فصول أبقراط
Géneros
البحث الرابع
في معنى المفرط: المفرط هو الذي لا يبقى معه في الأعضاء قبول * للتمديد (396) والانحناء التأمين. والمفرط تارة يفهم منه أنه صفة للبدن أي في العظم، ولا شك أن هذا العظم رديء لأصحاب الرياضة من * قبل (397) أن القوة لم تقله في النقلة والحركة؛ وتارة يفهم منه أنه صفة للخصب أي * الإفراط (398) في السمن، ولا شك أن هذا * رديء (399) لأصحاب الرياضة * أيضا (400) على ما ستعرفه. وهذا أولى من الأول لأن عظم البدن وكبر الجثة ليس فيهما * من الخطر (401) بأصحاب الرياضة * كالسمن والخصب (402) المفرطين على ما يدل عليه الاستقراء * والدليل (403) . وأيضا فإنه متى فهم من المفرط * أنه صفة لعظم البدن (404) لم يكن الكلام مستقيما على ما ستعرفه.
البحث الخامس
في حقيقة الرياضة: الرياضة حركة إرادية معتدلة في الكمية والكيفية * تلزمها (405) نفس متواتر. ثم هذه تختلف باختلاف الأشخاص في السحنات والأسنان، فرب شخص ذي سحنة أو * سمن (406) تكون هذه الحركة معتدلة بالنسبة إليه غير معتدلة بالنسبة إلى شخص آخر. وأما ما عدا هذا النوع من أنواع الحركة * فإنه لا (407) يسمى رياضة بل حركة.
البحث السادس
في المراد بالرياضة هاهنا: قال جالينوس: المراد بها * هاهنا التي جعلت (408) * ما كان مهنة أو حرفة (409) كالصراع. فإن صاحبه يتناهى في تعظيم بدنه وتخصيبه. وأيضا فإنه قلما يتفق * خصب (410) البدن مع ما عدا هذه الرياضة وأشباهها من أصناف الحركات لاستمرارها واستيلاء * المتحلل (411) فيها. وأيضا فإن القوة في المصارعين أقوى وأوفر مما هي * فيمن (412) عداهم من المتحركين، وستعرف الغرض * في (413) هذا الأمر.
البحث السابع
في كيفية اقتضاء هذه الرياضة للخصب: قد علم في غير هذا الكتاب أن الحرارة الغريزية آلة للقوى في جميع أفعالها، والآلة متى قويت تمكن الفاعل من فعله، ولا شك أن الرياضة تنمي الحرارة وتقويها، وحينئذ متى قوي الفاعل ولد ما ينبغي توليده من الخلط الجيد الموافق للاغتذاء. والغرض أن الحرارة قوية والقوة متوفرة فيجود الاغتذاء ويعظم البدن ثم يخصب بزيادة الحرارة ونموها ووفورها وكثرة الغذاء وجودة الاغتذاء غير أن هذا القدر من الرياضة لا ينبغي أن يفهم مطلقا. فإنه يجوز أن * تكون (414) * مقتضية للخصب، ويجوز أن لا تكون (415) مقتضية له. فإن من الأبدان ما * هي يابسة قحلة (416) ومثل هذه الرياضة تعين * في (417) تحليل * رطوباتها (418) * وتزيدها (419) قحلا وحرارة * هذا ولو (420) نمت بالرياضة فإنها تعين على ذلك، وذلك يؤدي إلى نقصانها * في نفسه. ومن الأبدان ما * هي رطبة (421) ومثل * هذه (422) متى * ارتاضت (423) نمت * حرارتها (424) وجاد * هضمها (425) وتولد * فيها (426) من المواد ما * يخصبها ويسمنها (427) . فإن * قيل (428) هاهنا بحثان. أحدهما: إذا كانت زيادة الحرارة الغريزية معينة في تخصيب البدن وزيادته فلم * اختصت (429) الزيادة بالخصب في اللحم والشحم دون غيرهما من الأعضاء والحرارة في جملتها * سارية (430) ؛ وثانيها الرياضة من حيث هي رياضة مقتضية بذاتها للتحليل وذلك موجب للنقص وايجابها الخصب بالعرض، وإذا كان ذلك كذلك فلأن * يعد (431) من أسباب التهزيل * أولى (432) من أن يعد من أسباب PageVW5P010A الخصب. والجواب عن الأول أنا * لا (433) نمنع زيادة جملة الأعضاء بالرياضة لكن في سن النمو بشرط أن يحصل لها من الزيادة بقدر ما تستحقه. * وكذلك (434) صار من كان من الصبيان أكثر رياضة زيادة بدنه ونموه أكثر ممن هو تاركها منهم. وأما علة اختصاص زيادتها في اللحم والشحم فلا عانتها على توليد مادتها التي هي الدم. فإنك قد عرفت * كيفية (435) إعانتها على ذلك. والجواب عن الثاني: فرق بين * المنمي (436) والمحلل فالحركة متى كانت معتدلة وهي المسماة بالرياضة أنمت الحرارة وفعلت ما ذكرناه، ومتى كانت غير معتدلة حللت وفعلت ما ذكره المعترض.
البحث الثامن
في فائدة ذكر هذا المثال: اعلم أن كل * كثرة فهي عدوة للطبيعة (437) سواء * كانت (438) من PageVW1P048A جانب الامتلاء أو من جانب الاستفراغ. ولما كان كذلك ذكر الخصب المفرط * هاهنا (439) على سبيل المثال. فإنه من عادته أن يقيم * الجزئي (440) مقام الكلي تسهيلا على الناظر، وضرب المثال بالكثرة الامتلائية لأنها أظهر وأعرف ولأن الكلام في الاستفراغ قد تقدم، وضرب المثال بأصحاب الرياضة أي المصارعين * لأن هؤلاء (441) أوفر الناس قوة وأصحهم أبدانا * وكأنه (442) يقول * إذا أفرط (443) الامتلاء بهؤلاء خطر * فحكم (444) بالأحرى والأولى بغيرهم الذين هم دون هولاء فيما ذكرنا.
Página desconocida