67

قال أبقراط: من لم تكن به حمى وأصابه مغص، وثقل في الوركين والركبتين (64)، ووجع في القطن، فذلك يدل على أنه يحتاج إلى الاستفراغ بالدواء من أسفل.

[commentary]

قال عبد اللطيف: هذا الفصل خاص بالعلامات الدالة على أن الاستفراغ من أسفل هو الواجب، كما أن الفصل السابق خاص بالعلامات الدالة على أن الاستفراغ ينبغي أن يكون من فوق.

[فصل رقم 131]

[aphorism]

PageVW0P059B قال أبقراط: البراز الأسود الشبيه بالدم الآتي من تلقاء نفسه، كان مع حمى أو من غير حمى فهو من أردأ العلامات. وكلما كانت الألوان في البراز أردأ، كانت تلك العلامة أردأ؛ فإذا كان ذلك مع شرب دواء، كانت تلك علامة (65) أحمد. وكلما كانت تلك (66) الألوان أكثر، كان ذلك أبعد من الرداءة.

[commentary]

قال عبد اللطيف (67): البراز الأسود هو الغليظ الذي نسبته (68) إلى الدم نسبة دردي الخمر، وليس هو المرة السوداء بالحقيقة؛ لأنه ليس فيه من الحدة والتأكيل (69) والحموضة (70) والخلية (71) والغليان إذا صادف الأرض ما فيها، لكنه إذا دام مكثه في البدن عفن وتولدت منه المرة السوداء الصحيحة. ومن شأن الطحال اجتذاب هذا العكر وتنقية الكبد منه والتغذي به، ودفع فضلته إلى المعدة فيستفرغ مع سائر فضولها، فإن عرض للطحال آفة منعها (72) من تنقية الكبد من هذا العكر، وأن يكثر هذا العكر في الدم ويضعف الكبد عن ضبطه، فإنه يخرج بالبراز. وقوله: "الشبيه بالدم" يريد الدم الأسود، والذي أسود في انحداره إلى الأمعاء، وهذا العكر الأسود إن خرج على جهة الغلبة والسيلان وضعف القوى (73) وفي PageVW2P071A أول المرض وفي تزيده دل على الرداءة، وقلما يكون معه سلامة. فأما إن خرج عند البحارين على جهة الاستنقاء أو بشرب دواء مسهل، PageVW3P069A دل (74) على خير وسلامة. فإن ما (75) أتى على جهة البحران يدل (76) على استيلاء الطبيعة والنضج، وأن الطبيعة دفعته بحقه، وكذلك ما كان بدواء فإن الطبيب يقتدي بفعل الطبيعة. وكلما كانت العلامات أردأ، كان أدل على غلبة PageVW1P052A الفساد في البدن، فأما ما خرج في الوقت الذي ينبغي، وبالدواء الذي ينبغي، فكلما كانت الألوان أكثر، كان ذلك (77) أبعد عن الرداءة؛ لأنه يدل على الخلاص والاستنقاء منه. وقوله: "الآتي" هو اسم الفاعل، ويريد به الحال، كأنه قال: وها هو ذا يأتي، ويريد به ما يدوم خروجه ويستمر. وقوله: "من تلقاء نفسه" أي من غير سبب من خارج ولا من داخل، سوى أن كثرته وردائته أوجبت له أن يسيل ويخرج ويغلب الطبيعة.

[فصل رقم 132]

[aphorism]

Página desconocida