Explicación de los capítulos de Hipócrates
شرح فصول أبقراط
Géneros
[commentary]
قال عبد اللطيف: أما من كان بدنه صحيحا فلا عجب أن يحدث القيء والإسهال به غشيا من قبل أن الدواء من شأنه أن يخرج الفضل الرديء، فإذا لم يجد فضلا رديئا استفرغ الشيء المحمود المحتاج إليه، المحبوب عند الطبيعة، ومن شأن الطبيعة ألا تسمح بما تحتاج إليه ولا تعين في دفعه كما تعين في دفع الشيء المؤذي فيحصل بين الدواء والطبيعة مقاومة ومجاذبة، فإن كان الدواء ضعيفا قهرته الطبيعة ولم يكد يؤثر، وإن كان قويا قهر الطبيعة وابتزها ما (210) تؤثره وأجهدها ذلك فحدث بها كلال وغشي. وأيضا فإن الدواء في البدن السقيم يستفرغ الخلط PageVW3P043B الرديء، فتجد الطبيعة خفا PageVW0P037A وراحة بفراقه. وفي البدن الصحيح إنما يستفرغ الشيء الضروري المحتاج إليه، فتنحل القوة بفراقه، فيحصل الغشي. وأيضا فإن البدن الذي فيه كيموس رديء، من شأن الطبيعة أن تنهض لنفضه، فإذا عجزت أعينت بالدواء فيجتمعان جميعا على استفراغ ذلك الكيموس. فإن كان البدن صحيحا، كانت الطبيعة تحتفظ بالكيموس الجيد ولا تمكن الدواء من نفضه ولا تسمح به إلا بعد أن تضعف عن حفظه وتخور عن مقاومة الدواء فتنحل قواها ويعرض الغشي؛ فالدواء في البدن الصحيح معين (211) على (212) الطبيعة، كما أنه في البدن المريض معين لها. وأيضا فإن الأدوية المسهلة كلها سمية ومؤذية للمعدة والأمعاء والكبد والقلب، تنهك المعدة وأكثر الأعضاء PageVW2P042A لكن يحتمل أذاها لما يعقبه من إخراج الخلط الردئ الذي لو بقي لكان أشد إضرارا فيحتمل هذا لهذا. وأما في PageVW1P033A البدن الصحيح فيتمخض الأذية والمفسدة (213) ولا يكون في قبالتها مصلحة تتلافى بها وتحتمل لأجلها. وأيضا فإن الأدوية تجتذب من الأخلاط الرديئة ما يلائمها، فإذا لم تجد اجتذبت من الشيء النافع. وأيضا فإن الأعضاء الصحيحة السليمة قوية الإحساس، فإذا ورد عليها الأدوية نكت فيها بقوة وسرعة. وأيضا فإن الأعضاء السليمة والبدن الصحيح مهيأ لقبول الغذاء فإذا ورد عليه الدواء، أقبل (214) أولا بطبعه على هضمه فإذا (215) لم يجده قابلا للهضم انعكس فعله ورجع القهقري في قصده، وكل ذلك يوجب فسادا وانحلال قوة. وأما الصنف الآخر فهو ضد الصنف الأول، وهو البدن الذي الغالب عليه الفساد وقد استولى عليه الكيموس الردئ، سواء كان الغذاء الرديء يرد عليه من خارج فإنه غذاء بالقوة القريبة لأنه يفعل دما رديئا، أو كان في البدن متولدا، فإن البدن الممتليء من الغذاء الردئ إذا حرك بدواء لم يكن في قوة الدواء أن يستفرغ هذا الخلط كله فيثور كامنه PageVW3P044A وينتشر مخبوءه ويسيل جامده ويغلب على الأعضاء، فيكون منه غشي ظاهر، لأنه يخنق (216) الأعضاء بكثرته وسيلانه وانتشاره، والطريق في استفراغ من هذا سبيله تلطيف الغذاء وإصلاحه بالتدريج واستفراغه بعد ذلك قليلا قليلا.
[فصل رقم 62]
[aphorism]
قال أبقراط: من كان بدنه صحيحا، PageVW0P037B فاستعمال الدواء فيه يعسر.
[commentary]
قال عبد اللطيف: يعني بالدواء هنا المسهل والمقيء (217) خاصة، وهذا الفصل أعم حكما من الفصل المتقدم لأنه حكم في المتقدم بصنف واحد مما يعرض لمن بدنه صحيح وهو الغشي، وحكم هنا بأمر عام وهو PageVW2P042B قوله "يعسر"، لأنه يعرض لهم منه دوار ومغص وعسر ما يخرج فيسرع إليهم الغشي. وإنما يعرض لهم هذه الأعراض من قبل أن الدواء المسهل يتوق إلى اجتذاب الكيموس الملائم له من الصفراء أو السوداء أو البلغم أو الفضلة المائية (218)، فإذا لم يجد فضلا، جاذب الدم واللحم واستكرههما لينزع منهما (219) ما فيهما مما يلائمه.
[فصل رقم 63]
[aphorism]
قال أبقراط: ما كان من الطعام والشراب أخس قليلا، إلا أنه ألذ؛ فينبغي أن يختار على ما هو منهما أفضل، إلا أنه أكره.
Página desconocida