Explicación del Diván de Mutanabbi
شرح ديوان المتنبي
Géneros
ورثاه أبو القاسم المظفر بن علي الطبسي بأربعة أبيات رواها الثعالبي في اليتيمة، وأولها:
لا رعى الله سرب هذا الزمان
إذ دهانا في مثل ذاك اللسان
ورثاه ثابت بن هارون الرقي النصراني، وحرض عضد الدولة على عقاب من قتلوه بقصيدة أولها:
الدهر أخبث والليالي أنكد
من أن تعيش لأهلها يا أحمد
وقبل أن نختم سيرة المتنبي، نقول: إنه تزوج بعد سنة تسع وعشرين وثلاثمائة، ولكنا لا ندري متى تزوج، وكان له عيال حن إليهم في شعره وتشوق للقائهم، وقد ورد في أخبار المتنبي ذكر لابنه محسد، ولم يرد ذكر لغيره، ويرجح أن زوجه كانت من الشام. •••
ذلكم كان أبو الطيب المتنبي، الشاعر الذي خلد مع فنه الخالد وشعره الشاعر، ولا ريب أن القارئ أدرك من مجمل سيرته ما كان يدين به من خلق واضح الحدود، بين المعالم، فقد كان الشاعر - كما يبين في شعره - متكبرا أبيا معجبا بعيد الهمة، وكان شجاعا عظيم الإقدام، وقد سيطرت عليه أخلاقه هذه ولعبت بحياته، فجعلته متعاليا عن شعراء وقته عزوفا عن مسايرتهم في اللهو والمجون ومعاقرة الخمر، وكان كذلك صادق القول صريحه، قال علي بن حمزة: إنه لم يكذب قط، ومن آثار هذا أنه كان ينفر من التكلف ويفضل البداوة على التحضر.
وكان أبو الطيب عدا ذلك، حاقدا على الناس، يحقرهم، ويطوي كشحه لهم على الموجدة والضغينة، وذلك أثر من آثار اعتداده بنفسه وطموحه إلى السؤدد، ثم قصوره عن بلوغ أمله، على أنه - برغم هذا - كان وفيا لأصدقائه محبا لهم متأسيا لفراقهم، جازعا لموتهم، ثم كان في كل هذا حزين الطبع، ثائرا، يتنزى قلبه ألما وحسرة على ما أمل وفشل.
ومما أثر عن المتنبي أنه كان بخيلا، حريصا على المال؛ ليبلغ به غايته، ويستعين به على تحقيق آماله الجسام، وأحلامه الواسعة.
Página desconocida