95

Explicación del Diwan de Mutanabbi

شرح ديوان المتنبي

Investigador

مصطفى السقا/إبراهيم الأبياري/عبد الحفيظ شلبي

Editorial

دار المعرفة

Ubicación del editor

بيروت

- الْغَرِيب الخرب هُوَ ذكر الْحُبَارَى وَجمعه خربَان والأخرب المشقوق الْأذن مصدره الخرب أَيْضا الْمَعْنى يَدْعُو لَهُ أَن لَا تعين الليالى من عَادَاهُ فَإِنَّهُنَّ يصدن القوى بالضعيف وَهَذَا مثل // حسن // مثل الْبَيْت الأول ٣٩ - الْمَعْنى يَقُول إِن سرتك الْأَيَّام بمحبوب فجعتك بفقده إِذا استردته وَقد أرينك الْعجب حَيْثُ سررنك ثمَّ فجعنك فهى سَبَب للسرور والفجيعة وَهَذَا عجب أَن يكون شئ وَاحِد سَببا للسرور والفجيعة ٤٠ - الْمَعْنى يُرِيد أَنه لَا يَأْمَن فجعات الدَّهْر يحْسب الْإِنْسَان أَن المحن قد تناهت فيأتيه شئ لم يكن فى حسابه ٤١ - الْغَرِيب اللبانة الْحَاجة وَأَصله أَن الرجل مِنْهُم كَانَ يطْلب اللَّبن من غَيره فَيَقُولُونَ أعطَاهُ لبانته أى شَيْئا من لبن ثمَّ كثر حَتَّى صَار كل حَاجَة والأرب الْحَاجة وَفِيه لُغَات أرب وإرب وإربة ومأربة ومأربة وفى الْمثل مأربة لَا حفاوة الْمَعْنى يَقُول لَا تنقضى حَاجَة أحد من الليالى وَذَلِكَ أَن حاجات الْإِنْسَان لَا تنقضى كلما قضى حَاجَة أَتَت أُخْرَى وَلم يرد لم يقْض أحد من الليالى وَلَو أَرَادَ هَذَا لَكَانَ مستحيلا وَيكون إِن أحدا لم يقْض من الليالى حَاجَة وَقد بَين هَذَا فى المصراع الثَّانِي وَهُوَ كَقَوْل الآخر (تُموتُ معَ المْرءِ حاجاتُه ... وتَبْقى لهُ حَاجَة مَا بَقِى) ٤٢ - الْغَرِيب الشجب الْهَلَاك والحزن شجب يشجب شجبا أى هلك أَو حزن فَهُوَ شجب وشجب بِالْفَتْح يشجب بِالضَّمِّ شجوبا فَهُوَ شاجب أى هَالك وشجبه الله يشجبه شجبا بِسُكُون الْجِيم أهلكه يتَعَدَّى وَلَا يتَعَدَّى وشجبه أَيْضا حزنه وشجبه أَيْضا شغله الْمَعْنى يُرِيد أَن النَّاس يتخالفون فى كل شئ وَالْإِجْمَاع على الْهَلَاك فكلهم يَقُول إِن مُنْتَهى النَّاس وَالْحَيَوَان الْمَوْت فيهلكون ثمَّ تخالفوا فى الْمَوْت فَقَالَ قوم هَل تَمُوت النَّفس بِمَوْت الْجِسْم أم تبقى حَيَّة لقَوْله تَعَالَى ﴿كل شئ هَالك إِلَّا وَجهه﴾ وَقَالَ قوم هَل نبعث إِذا متْنا وَقَالَ قوم إِن دَخَلنَا النَّار أَقَمْنَا فِيهَا سَبْعَة أَيَّام بِقدر عمر الدُّنْيَا وَالْخلف فى الْمَوْت كثير وهم قد أَجمعُوا عَلَيْهِ بِغَيْر خلاف وَالْخلاف فِيهِ كثير وَقد بَينه فِيمَا بعده بقوله (فَقيل تخلص نفس الْمَرْء ... الْبَيْت ...)

1 / 95