266

Explicación del Diwan de Mutanabbi

شرح ديوان المتنبي

Investigador

مصطفى السقا/إبراهيم الأبياري/عبد الحفيظ شلبي

Editorial

دار المعرفة

Ubicación del editor

بيروت

- الْغَرِيب الهبر قطع اللَّحْم وَهُوَ جمع هبرة والكدى جمع كدية وهى الصلبة من الأَرْض وَأَصلهَا فى الْبِئْر يصل إِلَيْهَا الْحَافِر فيقف عِنْدهَا لصلابتها فَيُقَال أكدى أى انْقَطع قَالَ الله تَعَالَى ﴿وَأعْطى قَلِيلا وأكدى﴾ والأساود ضرب من الْحَيَّات الْمَعْنى يُرِيد أَنَّك تضربهم ضربا يقطع لحمهم فَيَجْعَلهُ هبرا وَقد هربوا مِنْك وحفروا مطامير تَحت الأَرْض ليسكنوها كَمَا تسكن الْحَيَّات فى التُّرَاب قَالَ أَبُو الْفَتْح وَقد جمع معنى هذَيْن الْبَيْتَيْنِ فى بَيت وَاحِد وَهُوَ قَوْله
(فمَا ترَكْنَ بهَا خُلْدا لَهُ بصر ... تَحت التُّرَاب وَلَا بازًا لَهُ قدم)
٢٥ - الْغَرِيب المشمخر العالى وَمِنْه بِنَاء مشمخر والذرى أعالى الْجبَال الْمَعْنى قَالَ الواحدى يُرِيد الْحُصُون العاليات من الْجبَال تحيط بهَا خيلك إحاطة القلائد بالأعناق ويروى القلائد بالتعريف وهى رِوَايَة أَبى الْفَتْح
٢٦ - الْإِعْرَاب الضَّمِير فى عصفن للخيل الْغَرِيب اللقان حصن للروم وَكَذَلِكَ هنزيط وآمد بلد مَعْرُوف وَهُوَ أول بِلَاد الرّوم وَهُوَ مَا بَينهَا وَبَين ديار بكر الْمَعْنى يَقُول خيلك أهلكتهم يَوْم أغرت عَلَيْهِم بِهَذَا الْمَكَان وساقتهم أُسَارَى إِلَى الْموضع الآخر حَتَّى ابيض بلد آمد من كَثْرَة الغلمان والجوارى لحُصُول من حصل فِيهَا من الْأُسَارَى وَقَوله ابيض من أحسن الْكَلَام
٢٧ - الْإِعْرَاب وألحقن عطف على عصفن وَالضَّمِير فيهمَا للخيل الْغَرِيب يُقَال هوى وانهوى بِمَعْنى قَالَ الواحدى هُوَ غَرِيب فى الْقيَاس لِأَن انفعل إِنَّمَا يبْنى مِمَّا الثلاثى مِنْهُ مُتَعَدٍّ وَهَذَا غير مُتَعَدٍّ وانهوى سقط وفى الفصيح من الْكَلَام هوى قَالَ الله تَعَالَى ﴿والنجم إِذا هوى﴾ الْمَعْنى يُرِيد أَن سَابُور والصفصاف حصنان منيعان للروم وَقد ألحقت الثانى فى التخريب بِالْأولِ حَتَّى سقط كسقوطه وذاق الْمَوْت أهل الحصنين وحجارتهما لِأَنَّك أحرقت الحصنين بالنَّار فطحن بعض الصخر بَعْضًا من كَثْرَة الرمى فَصَارَت الْأَحْجَار مَعَ الأخشاب وَغَيرهَا رَمَادا فاستعار لَهَا الْمَوْت لذهابها
٢٨ - الْغَرِيب الْغَلَس ظلمَة آخر اللَّيْل يُرِيد سَار غلسا والمشيع الجرئ الْمِقْدَام واللثامان المُرَاد بهما اللثام الذى يستر بِهِ الْوَجْه من الْحر وَالْبرد وَمَا يُرْسِلهُ على الْوَجْه من حلق المغفر الْمَعْنى يَقُول أَخذهم فى آخر اللَّيْل بِالْخَيْلِ جرئ مِقْدَام مبارك عَابِد لله يُرِيد سيف الدولة وَالْعرب من عاداتها اللثام فى أسفارها
٢٩ - الْمَعْنى قَالَ أَبُو الْفَتْح يشتهى طول الْبِلَاد وَالزَّمَان ليظْهر مَا عِنْده من الْفضل والكمال وَهُوَ مَعَ ذَلِك تضيق بِهِ أوقاته ومقاصده أى تضيق عَن همته وَقَالَ الواحدى أى يتَمَنَّى أَن تكون الْبِلَاد أوسع مِمَّا هى فِيهِ وَالزَّمَان أطول وأوسع لِأَن الْأَوْقَات تضيق عَمَّا يُرِيد من الْأُمُور ومقاصده فى الْبِلَاد تضيق عَن حيله وَهُوَ كَقَوْلِه
(تَجَمَّعَتْ فِى فُؤَادِهِ هِمَمٌ ... مِلءُ فُؤَادِ الزَّمانِ إحْدَاها)
(فإنْ أَتَى حظُّها بأزْمِنَة ... أوْسَعَ مِنْ فُؤَادِ الزَّمانِ أبْدَاها)
٣٠ - الْغَرِيب يُقَال غب وأغب وَهُوَ التَّأْخِير يُقَال غب الزِّيَارَة إِذا أَخّرهَا يَوْمًا بعد يَوْم وَسُبْحَان بَحر يجِئ من بلد الرّوم وَلَيْسَ يُرِيد سيحون وجيحون اللَّذين بخراسان الْمَعْنى يَقُول غَزَوَاته لَا تفتر وَلَا تَنْقَطِع إِلَّا عِنْد جمود سيحان هَذَا النَّهر الذى يجمد فى الشتَاء فَلَا تفتر سيوفه عَن رقابهم إِلَّا وَقت الشتَاء وَقت جمود وَادِيهمْ وَذَلِكَ أَنه يقطعهُ عَن غزوهم الشتَاء
٣١ - الْغَرِيب الظبا جمع الظبة وهى حد السَّيْف وطرفه واللمى سَمُرَة تكون فى الشّفة والثدى جمع ثدى والنواهد الْمُرْتَفع وهى جمع ناهد الْمَعْنى يَقُول لم يبْق الْقَتْل مِنْهُم إِلَّا كل امْرَأَة حماها من السيوف حسنها وَهُوَ لمى شفتيها أى سمرتهما وارتفاع ثديها يعْنى الجوارى وَأخذ هَذَا الْمَعْنى السرى فَقَالَ
(فمَا أبْقَيْتَ إلاَّ مُخْطَفاتٍ ... حَمَى الإخْطافُ مِنها والنُّهودُ)
والإخطاف الضمور وَهُوَ ضد الانتفاخ

1 / 274