============================================================
118 وقد عرف كل من تأمل في نفسه أن كونه بالله، وقيامه به، وبقاءه به، إذ كل نفس يتنفس العبد، وكل لمحة ولحظة توجد منه، فإنما تحدث بإنشاء الله تعالى، فيلازمه الافتقار إليه في كل طرفة عين: وأما قولهم: (ومن استفنى عن الله طرفة عين فقد كفر).
قال القاضي أبو حفص: معناه: من رأى نفسه مستغنيا عن الله طرفة عين فقد كفر، لأن الافتقار صفة لازمة للعبد، كالحديثية، والاستغناء صفة ربوبية، فإذا ظن العبد أنه مستغن عن الرب جل ذكره صار جاهلا بالله تعالى، مشاركا في صفة الربوبية فيكون كافرا، وكان من أهل الحين بفتح الحاء، أي صار من أهل الهلاك.
(معنى غضب الله تعالى ورضاه] ثم ذكر الطحاوي رضي الله عنه عقيدتهم في وصف الله تعاى بالغضب والرضا.
وأما قولهم: (والله تعالى يغضب ويرضى، لا كأحد من الورى)، وإنما قالوا ذلك لقوله تعاى: غيرالمغضوب عليهة) [الفاتحة: 7]، قال المفسرون: غير المغضوب عليهم، هم الذين أنعم الله عليهم بالكون على الضراط المستقيم، والمغضوب عليهم اليهود، وكذا كل من كفر بالله وعاند آياته، وقال تعاك: (( وغضب الله عليهه ) [الفتح: 6]، وقال تعالى في وصف نفسه بالمحبة: فسوف يأتى الله بقوو يحخبهم ويحبونهه ) [المائدة: 54]، وقال تعاك: (إن الله يحب التوبين ويحيالمتطهريب [البقرة: 222]، فدلت هذه الآيات على ثبوت
Página 168