============================================================
12 حيلة لأحد عن معصية الله إلا بعضمة الله تعالى، ولا قوة لأحد على طاعة الله إلا بمعونة الله، وهذا هو حقيقة العبودية؛ أن يكون العبد مفتقرا إلى الله تعاى في العصمة عن المعاصي، والتوفيق للطاعات، ولذلك سمى رسول الله صلى الله عليه وسلم في الخبر الصحيح هذه الكنمة كنزا من كنوز الجنة، وأجمعت الأمة على كونها من فصول العقائد.
(مشيئة الله تعالى نافدة] وأما قوهم: (وكل شينء يجري بمشيئة الله تعالى وعلمه وقدره وقضائه، فغلبث مشيئئه المشيثات كلها، وغلب قضاؤه الحيل كلها، يفعل الله مايشاع، وهو غير ظالم أبدا، لا يسأل عما يفعل، وهو يسألون).
وإنما قالوا هذا الفصل كله تاكيدا لما سبق من كلماتهم فيما مضى.
وأما قولهم: (غلبت مشييته المشيئات كلها، وغلب قضاؤه الحيل كلها)، إثبات التوحيد ونفاذ الإرادة لله تعالى، وهو مأخوذ من قوله تعالى: كوكان فيهما ء الهة إلا الله لفسدتا [الأنبياء: 22]، ومن قوله تعاى: ( فعال لما يريد) [البروج: 16]، ومن قوله: وإن يمسسك الله يضر فلا كاشف لهوإلا هو وإن يمسسك يخير فهو على كل شى وقدير) [الأنعام: 17].
وقد سبق البيان فيما مضى أن المعتزلة لا يمكنهم الاحتجاج بأدلة التمائع، فإن من عقد مذهبهم أن الله تعالى شاء من كل كافر الإيمان، وشاء الكافر من نفسه الكفر، فكان ما
Página 163