============================================================
145 الرسول [النساء: 58]، فيجب سلوك طريقته واتباعها، كذلك يجب اتباع الجماعة الداعية إى طريقة الرسول صلى الله عليه وسلم، وهم الصحابة رضوان الله عليهم، ثم الذين اتبعوهم باحسان، ناتباعهم هدي، وخلافهم بدعة وضلال.
( اجتناب الفرقة والشذوذ] وأما قولهم: (ونجتنب الشذوذ والخلاف والفرقة)، فإنما قالوا ذلك لما سبق بيانه غير مرة أن إجماع الأمة الهادية؛ وهم الصحابة والتابعون ومن سلك سبيلهم، حجة من حجج الله تعالي موجبة للعلم قطعا، وسبيلهم إجماعهم، وقد توعد بالنار على ترك سبيل المؤمنين كما توعد بها على ميناقه الرسول، وقد تواتر الخبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: لا تجتمع أمتي على ضلال أبدا(1)، وقال صلى الله عليه وسلم: من فارق الجماعة شبرا فقد خلع ريقة الإسلام من عنقه(2)، فثبت بالدليل القاطع أن خلاف السنة
(1) قال الإمام البيضاوي في المنهاج الأصولي: الإجماع حجة خلافا للنظام والشيعة والخوارج، لنا وجوه.. الثالث: قال النبى صلى الله عليه وسلم: "لا تجتمع أمتي على خطأه ونظائره، فإنها وإن لر تتواتر آحادها، لكن القدر المشترك بينها متواتر. اه (2) أخرج البخاري في صحيحه في كتاب (الفتن) من باب (قول النبي صلى الله عليه وسلم: سترون بعدي أمورا تنكرونها)، من حديث ابن عباس رضي الله عنهماء قال صلى الله عليه وسلم: "من رأى من أميره شينا يكرهه فليصبر عليه، فإنه من فارق الجماعة شبرا فمات إلا مات ميتة جاهلية".
وأخرجه مسلم في صحيحه في كتاب (الإمارة) من باب (الأمر بلزوم الجماعة عند ظهور الفتن وتحذير الدعاة إى الكفر).
Página 145