============================================================
13 وهو قوله تعاى: من جماة بالحسنة قله خيرينها وهم مين فزع يوميذيما منون [النمل: 89]، ولا يتيق(1) من كل محسن الإتيان بإحسانه، فاستعملوا الرجاء بظاهر إحسانهم في الحال، لا على تحقيق الإتيان في المآل.
وأما قولهم: (ولا نأمن عليهم) قال القاضي أبو حفص الغزنوي رضي الله عنه: لر يريدوا به: لا نأمن على زوال الإيمان بكبيرة توجد منهم، وإنما أرادوا أن: لا نأمن عليهم أن يبدر من واحد منهم ما يحبط عمله من كفر أو نفاق، أو ما يحبط ثوابه من عجب أو من أو كبيرة فيعاقب عليها.
وأما قوهم: (ونستغفر لمسييهم)، فإنما قالوا ذلك لما أمر المسلمون بالاستغفار، بعضهم لبعض، ولما أمرث الملائكة والأنبياء عليهم السلام بالاستغفار للمؤمنين، فوجب الاقتداء بهم.
وأما قوهم: (ونخاف عليهم)، كما نخاف على أنفسنا، ونستغفر لهم كما نستغفر لأنفسنا، إذ المؤمنون كالجسد الواحد بحكم الإيمان والتوحيد، وعلى ذلك ورد الخبر: المؤمنون كالجسد الواحد إذا اشتكن بعضه تداعي باقيه بالسهر(4).
(1) في الأصل: ينتقض، تحريف.
(2) قال رسول الله صلن الله عليه وسلم: همتل المؤمنين في توادهم وترأخيهم وتعاطفهم مثل الجسد، إذا اشتكن منه عضؤ تداعن له سائر الجسد بالشهر والحمن" . رواه البخاري ومسلم، واللفظ لمسلم.
Página 130