بسم الله الرحمن الرحيم
شرح مقدمة ابن حجر ﵀
يقول ﵀: "الحمد لله على نعمه الظاهرة والباطنة قديما وحديثا".
ابتدأ الكتاب بـ "الحمد لله" اقتداء بكتاب الله ﷿، فإن القرآن الكريم جعل الصحابة ﵃ أوله فاتحة الكتاب وهي - كما تعلمون- مبدوءة بالحمد لله، وليست فاتحة الكتاب أول ما نزل كما هو معلوم، لكنها أول ما وقع في ترتيب المصحف باتفاق الصحابة، لذلك كان العلماء ﵏ من بعد ذلك يبدءون كتبهم بـ ﴿الحمد لله رب العالمين﴾ اقتداء بعمل الصحابة ﵃ في كتاب الله ﷿ هذا من وجه.
ومن وجه آخر: أن الرسول ﷺ كان يعلم أصحابه خطبة الحاجة التي يخطبونها في مقدمة كل حاجة وهي مبدوءة بماذا؟ بالحمد لله.
ثالثا: أن الرسول ﵊ كان يبدأ خطبته بالحمد والثناء، فلذلك ابتدأ العلماء- ﵏ كتبهم بذلك.
يقول ﵀: "الحمد لله على نعمه الظاهرة والباطنة".
أولا: نتكلم على "أل" في قوله: "الحمد لله" يقول العلماء: "إن "أل" هنا للاستغراق، و"أل" التي للاستغراق علامتها أن يحل محلها "كل" بتشديد اللام، وعليه يكون معنى: "الحمد لله": كل حمد لله، وما هو الحمد؟ الحمد: هو وصف المحمود بالكمال مع المحبة والتعظيم، فخرج بقولنا مع المحبة والتعظيم: المدح؛ لأن المدح وصف للممدود بالكمال لكن ليس مقرونا بالمحبة والتعظيم.
ثم الله تعالى يحمد على كمال صفاته، ويحمد على كمال إنعامه، قال الله ﷾: ﴿وقل الحمد لله الذي لم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في الملك ولم يكن له ولي من الذل﴾. وهذا حمد على ماذا؟ على صفات الله ﷿ الكاملة؛ وكذلك أيضا يحمد الله تعالى على إنعامه، ومن