Explicación de los Más Hermosos Nombres de Dios
شرح الأسماء الحسنى
لازدياد رتبة الانسان وبركته بها ولكونها ليست من شرق عالم الأرواح المجردة ولا من غرب عالم الأجساد الكثيفة والبدن بالمشكاة هذا على اصطلاحاتهم والشيخ الرئيس في الإشارات جعل المشكاة إشارة إلى العقل الهيولاني والزجاجة إلى العقل بالملكة والمصباح إلى العقل بالفعل ونور على نور إلى العقل المستفاد والشجرة الزيتونة إلى الفكر وعدم الشرقية والغربية إلى عدم الجربزة والبلاهة والزيت إلى الحدس والنار إلى العقل الفعال إذا عرفت معنى القلب فاعلم أنه تعالى مقلب القلوب الصنوبرية من الاعتدال إلى الانحراف ومن الانحراف إلى الاعتدال والكافل بمعرفة اعتدالها وانحرافها علم الطب وفى الحديث ان في جسد ابن ادم لمضغة إذا صلحت صلح بها الجسد كله وإذا فسدت فسد بها جميع الجسد الا وهي القلب وكذا هو تعالى مقلب القلوب المعنوية من الاعتدال إلى الانحراف وبالعكس فان للانسان ثلث قوى قوة دراكة وقوة شهوية وقوة غضبية فانحراف القوة الدراكة منه إلى جانبي الافراط والتفريط يسمى جربزة وبلاهة واعتدالها حكمة وانحراف القوة الشهوية إلى طرفي الافراط والتفريط يسمى شرها وخمودا واعتدالها عفة وانحراف القوة الغضبية إلى حدى الافراط والتفريط يسمى تهورا وجبنا واعتدالها شجاعة وهذا الاعتدال هو المسمى بالعدالة وهو الصراط المستقيم الذي هو أحد من السيف وادق من الشعر والكافل بمعرفة اعتدالها وانحرافها علم الطب الروحاني الذي وضعه أطباء النفوس من العلم الإلهي وعلم الأخلاق وفى كلام أمير المؤمنين وخلق الانسان ذا نفس ناطقة ان زكيها بالعلم والعمل فقد شابهت جواهر أوايل عللها وإذا اعتدل مزاجها وفارق الأضداد فقد شارك بها السبع الشداد ومن تقليباته تعالى القلوب ان الانسان واحد نوعا في هذا العالم كما قال تعالى انما انا بشر مثلكم وسيصير في عالم الآخرة أنواعا كثيرة كما قال ويوم نحشر من كل أمة فوجا ممن يكذب بآياتنا فهم يوزعون وقال يومئذ يصدر الناس اشتاتا ليروا أعمالهم وتحسبهم جميعا وقلوبهم شتى فان الانسان في هذا العالم بحكم قوله تعالى وهديناه النجدين له قابلية ان يصير ملكا وشيطانا وبهيمة وسبعا بحسب غلبة العلم بالمبدء والمعاد والعمل الصالح أو غلبة الجهل المركب والتكري والشهوة والغضب فكما ان العناصر مادة الحيوانات في هذا العالم كذلك الملكات موادها في ذلك العالم الأخر فهو تعالى مقلب القلوب إليها باعتبار ملكاتها واستعداداتها لقد صار قلبي قابلا كل صورة فمرعى لغزلان ودير الرهبان ومن تقليباته تقلبها في الخواطر النفسانية والأحاديث الخيالية التي هي يأجوج ومأجوج مفسدون في ارض القلوب لا تصلح الا بسد من عند الله فالانسان بحسب
Página 68