Explicación de los Más Hermosos Nombres de Dios
شرح الأسماء الحسنى
حتى لا يكون مثلي في القبح والبعد من الاعتدال أحد ومنهم من قال خلاف ذلك وكل منهما أحب لنفسه التفرد فان حب الفردانية فطرة الله السارية في كل الأمم التي يقوم بها وجود كل شئ فخلق الله كلا على ما اختياره لنفسه فتحت كل منكر ومعروف وقبل كل لعثه رحمة وهي الرحمة التي وسعت كل شئ فان الله يولى كلاما تولى وهو قوله تعالى ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى نوله ما تولى ونصله جهنم وسائت مصيرا فان شك في ذلك شاك فاليتل قوله تعالى انا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال فأبين ان يحملنها الآية ليعلم ان الله تعالى لا يحمل أحدا شيئا قهرا وقسرا بل يعرضه أولا فان تولاه ولاه والا فلا وهذا من رحمة الله وعد له لا يقال ليس تولى الشئ ما تولاه عدلا حيث لا يكون ذلك التولي عن رشد وبصيرة فان السفيه قد يختار لنفسه ما هو شر بالنسبة إليه وضر لجهله وسفاهته فالعدل والشفقة عليه منعه إياه لأنا نقول هذا التولي والتوجيه الذي كلامنا فيه أمر ذاتي لا يحكم عليه بالخير والشر بل هو قبلهما لان ما يختاره السفيه انما يعد شرا بالقياس إليه لأنه مناف لذاته بعد وجوده فلذاته اقتضاء أول متعلق بنقيض هذه السفاهة فذلك هو الذي أوجب ان يسمى ذلك شرا بالقياس إليه واما الاقتضاء الأول الذي كلامنا فيه فلا يمكن وصفه بالشر لأنه لم يكن قبله اقتضاء يكون هذا بخلافه فيوصف بأنه شر بل هو الاقتضاء الذي جعل الخير خيرا لان الخير لشيئ ليس الا ما يقتضيه ذاته والتولي الذي كلامنا فيه هو الاستدعاء الذاتي الأزلي والسؤال الوجودي الفطري الذي يسئله الذات المطيعة السامعة لقول كن وقوله ليس أمر قسر وقهر لان الله عز وجل غنى عن العالمين فكأنه قال لربه أئذن لي ان ادخل في عدلك وهو الوجود فقال الله تعالى كن فان قيل أين للمعدوم لسان يسئل بها فالجواب ان لكل موجود قبل وجوده الظهوري أطوار من الكون وللأشياء مواطن ومكامن أشار صلى الله عليه وآله إلى بعضها بقوله ان الله خلق الخلق في ظلمة ولعلها المشار إليها بالنون الدواة والنون الدواة والدواة مجمع السواد والمداد والله أعلم باسراره فعم ذلك الخلق وهو المعبر عنه بالشيئية دون الوجود ليس عن سؤال منهم ولا بأمر يلقيه إليهم هو بحسب صفاته وأسمائه مشئ الأشياء كما هو بحسب فعله ووجوده موجد الموجودات ومظهر الهويات فشيئية الأشياء انما هي برحمة الصفة لا برحمة الفعل وصفات الله لا يعلل هذا كلامه بأدنى اختصار فتأمل ففيه تحقيقات أنيقة سبحانك الخ يا غافر الخطايا يا كاشف البلايا الكشف الاظهار ويجئ بمعنى الرفع أيضا والأول هنا أولي ليكون تأسيسا مع دافع البليات وهو مدح لان البلاء للولا وفى الدعاء نحمدك على بلائك
Página 55