Explicación de los Cuarenta Hadices Nawawi

Ibn Daqiq al-'Id d. 702 AH
4

Explicación de los Cuarenta Hadices Nawawi

شرح الأربعين النووية في الأحاديث الصحيحة النبوية

Editorial

مؤسسة الريان

Número de edición

السادسة

Año de publicación

٢٠٠٣ م

وأشهد أن سيدنا محمدًا عبده ورسوله وحبيبه وخليله أفضل المخلوقين، المكرم بالقرآن العزيز المعجزة المستمرة على تعاقب السنين، وبالسنن المستنيرة للمسترشدين المخصوص بجوامع الكلم وسماحة الدين ــ الستر للعيوب "محمدًا" هو مشتق من الحمد، لكثرة خصاله المحمودة "عبده" قدمه لكونها أشرف المقامات، ولذلك ذكره الله بهذا اللقب في أسنى المقامات: فقال: ﴿سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا﴾ . وقال: ﴿وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ﴾ . فإن العبد الحقيقي لربه من يكون حرًا عن هوى قلبه، والذل والخضوع لغيره، ولذا قيل: أتمنى على الزمان محالًا ... أن ترى مقلتاي طلعة حر و"حبيبه" فعيل بمعنى فاعل، وبمعنى مفعول، فهو المحب والمحبوب "وخليله" من الخلّة - بالضم - أي صفاء المودة وتخللها في القلب، كما قيل في ذلك: قد تخللت مسلك الروح منّي ... وبذا سمي الخليل خليلًا "بالقرآن" مصدر قرأ بمعنى جمع، لجمعه السور، أو ما في الكتب المنزلة و"العزيز" من عز يعز - بكسر العين - إذا لم يكن له نظير؛ أو بضمها إذا غلب، فهو الغالب المعجز لفصحاء العرب بما فيه من البلاغة "وبالسنن" أي ما سنه النبي، أي شرعه من الأحكام، فرضًا أو نفلًا، إذ هو المشرع ﷺ "للمسترشدين" أي الطالبين الرشاد، وهو ضد الغي. "بجوامع الكلم" أي بالكلم الجوامع، بمعنى أنه يجمع المعاني الكثيرة في اللفظ القليل "وسماحة الدين" أي سهولته، قال الله تعالى: ﴿وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ﴾ بخلاف الأمم

1 / 14