202

Explicación de los Alientos Espirituales

Géneros

============================================================

شرح الأنفاس الروحانية وسئل أبو يزيد هل رأيت ربك؟ قال: لو حجبت عنه لمت، يعني: يلى رأيت وأره دائما ولو حجبت عنه لمت من فرط المحبة ولوعة المودة.

وقيل لعلى ابن أبى طالب كرم الله وجهه-: تعبد من ترى أو تعبد من لا ترى؟ قال: بل أعبد من أرى لا رؤية عيان؛ ولكن رؤية القلب بمشاهدة الإيمان.

قوله "لا رؤية عيان"، أي لا رؤية عين الوجه.

وقوله "ابمشاهدة الايمان" يعني بمشاهدة استفادة من الايمان متصور الرؤية، وإمكان المشاهدة، وجواز المعاينة للرب تعالى في القلب السليم، والسر البصير، فاقهم إن شاء الله وحده.

وشئل الجنيد قدس الله سره: هل عاينت أو شاهدت؟ قال: "الو عاينت لزندقت، ولو شاهدت لحيرت، ولكن حيرة في تيه وتيه في حيرة".

واعلم أن الزندقة عندهم كتاية عن ترك الصلاة في أوقاتها سواء ترك اختيارا، أو اضطرارا بسبب النوم، والاغماء، والجنون، وأمثالها، ثم إنه يريد بقوله "الوعاينت لزندقت" أي لصرت مسلوب العقل مجنونا، أو مصعوقا لغلبة المعاينة بالعظمة وتركت الصلاة اضطرارا وهو زندقة في اصطلاحهم.

قوله "ولو شاهدت لحيرت" يعتي ما زندقت ولكن صرت متحيرا كما يتحير العامل عند رؤيته أمرا عجيبا عظيتا وهذه الكلمة تدل على أن المعاينتة عنده أعلى وأبلغ من المشاهدة حيث كان يطيق المشاهدة فوق ما يطيق المعاينة.

قوله "احيرة في تيه، وتيه في حيرة" وهذه إشارة إلى مشاهدة ضعيفة كانت له أو مكاشفة بليغة لم يدخل بعد في حذ المشاهدة، حيث آفاد له حيرة في تيه، وتيها في حيرة يعني حيرة مختلطة في تيه، والتيه أدنى من الحيرة؛ لأن الحيرة معجزة

Página 202