100

Explicación de los Alientos Espirituales

Géneros

============================================================

شرح الأنفاس الروحانية أما قوله : "إني لأجد تقس الرحمن من قبل اليمن"(1) يعني إني لأجد أنوار الكبرياء من قبل اليمن، ولم يرد به أرض اليمن غير أنه لما وقمع اليمن من يمين المتوجه إلى صوب المتوجه المشرق في ديار الحجاز ذكر اليمن وأراد اليمين: ولذلك التفسير أصل لا ينشرح بدون معرفة ذلك الأصل، وذلك الأصل لا يعرف إلأ بمعاينة هذا التجلي مرارا كثيرة في جهات جمة من الآفاق، أو يعرف بخير من يعاين بعين القلب فمن قبل خبره إيماثا فهم هذا التفسير، وإلا فلا وذلك أن المرتقي إلى أعلى العليين، أو النازل إلى أسفل السافلين، أو السائر إلى وب يمين، أو يسار، أو خلف، أو قدام، أو عرج حتى خرج من عالم الملكوت وسارإلى ما وراءه ما لا نهاية له ثم تجلى له ذلك الوصف، حيث هو فإنما يشاهد غليتها، وازدحامها من يمنه ثم لا من يمينه ثم أعنى من يمينه ثم يمين المتوجه إلى صوب المشرق حتى أنه لو توجه إلى المغرب واستدبر المشرق ثم تجلى له ذلك النور من الكبرياء لرآه من قبل شماله، لأن شماله الآن عين المتوجه إلى صوب المشرق تفهم جيدا جدا أن شاء الله.

فإن قال قائل: روي في خبر آخر أنه "كان جالسا مستدبر اليمن فقال: (1) رواه البزار في مسنده (9/ 150)، والطبراني في الكبير (52/7)، قال سيدي محمد وفا: انظر كيف إذا تنفت استبطنت الهواء الظاهر بانتشاته، وعلا جسمك مع ذلك طبعا بحسب فوة ذلك الانتشاق، ثم أظهرت الهواء الباطن في جوفك بتفحه وتنزل جسمك مع ذلك كذلك، واستصحب سعة وراحة فالتنفس هو استبطان ظاهر بعلو ينتج اظهار باطن بتنزل يستصحب سعة وراحة في كل مقام بحسبه: (والصبح إذا تنفس* إنه لقؤل رشول كريم) [التكوير:18، 19]، "إني لأنشق نفس الرحمن من قبل اليمن"، وكل حقيقة تعينت بحقها فحقها نفسها، وتعينها بنفسها، والحق المعئن الثابت ثبوتا لا يحتمل التقيض في كل مقام بحسبه.

Página 100