56

Explicación de Ibn Nazim sobre la Alfiyya de Ibn Malik

شرح ابن الناظم على ألفية ابن مالك

Investigador

محمد باسل عيون السود

Editorial

دار الكتب العلمية

Número de edición

الأولى

Año de publicación

١٤٢٠ هـ - ٢٠٠٠ م

Géneros

ومنه قوله تعالى: (والله خلق كل دابةٍ من ماءٍ فمنهم من يمشي على بطنه ومنهم من يمشي على رجلين ومنهم من يمشي على أربعٍ) [النور /٤٥]. غلب على كل دابة حكم من يعقل، فعاد عليه ضمير من يفعل، وفصل تفصيله. وتكون (من) بمعنى الذي وفروعه، ويجوز في ضميرها اعتبار المعنى، واعتبار اللفظ، وهو أكثر، كقوله تعالى: (ومنهم من يؤمن به) [يونس /٤٠]. وقوله تعالى: (ومن يقنت منكن لله ورسوله) [الأحزاب /٣١]. واعتبار المعنى عربي جيد، كقولهم: (من كانت أمك) وقول الشاعر: [من الطويل] ٤٣ - تعش فإن عاهدتني لا تخونني ... نكن مثل من يا ذئب يصطحبان وقال ﷿: (ومنهم من يستمعون إليك) [يونس /٤٢]. وأما (ما) فتجري مجرى (من) في جميع ما ذكر، إلا أنها لا تكون لمن يعقل، وإنما تكون لما لا يعقل، نحو قوله تعالى: (والله خلقكم وما تعملون) [الصافات /٩٦]، ولصفات من يعقل، نحو قوله تعالى: (فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع) [النساء /٣]، وللمبهم أمره، كقولك لمن أراك شبحًا، لا تدري أبشر هو أم مدر: رأيت ما رأيت؟. ولا تطلق (ما) على من يعقل، إلا مع غيره، نحو قوله ﷿: (ولله يسجد ما في السموات وما في الأرض) [النحل /٤٩]. وأما الألف واللام فتكون اسمًا موصولا بمعنى (الذي) وفروعه، ويلزم في ضميرها اعتبار المعنى نحو: جاء الضارب والضاربة، والضاربان والضاربتان، والضاربون

1 / 58