258

Explicación de Ibn Nazim sobre la Alfiyya de Ibn Malik

شرح ابن الناظم على ألفية ابن مالك

Investigador

محمد باسل عيون السود

Editorial

دار الكتب العلمية

Número de edición

الأولى

Año de publicación

١٤٢٠ هـ - ٢٠٠٠ م

Géneros

ومذهب البصريين: أن (من) حقيقة في ابتداء الغاية في المكان، وإن استعملت في ابتداء الغاية في الزمان فمجاز.
ولذلك تسمعهم يقولون في مثل قوله تعالى: (لمسجد أسس على التقوى ن أول يومٍ) [التوبة /١٠٨] تقديره: من تأسيس أول يوم.
وتجيء (من) للتعليل، نحو قوله تعالى: (من أجل ذلك كتبنا على بني إسرائيل) [المائدة /٣٢]، وقول الشاعر: [من البسيط]
٣١٨ - يغضي حياءً ويغضى من مهابته ... فما يكلم إلا حين يبتسم
وتجيء زائدة جارة لنكرة، بعد نفي نحو: (ما لباغٍ من مفر) وقوله تعالى: (وما من إله إلا الله) [آل عمران /٦٢]. أو نهي، أو استفهام نحو قوله تعالى: (هل من خالقٍ غير الله) [فاطر /٣].
ويروى عن الأخفش جواز زيادتها في الإيجاب، وأنشد الشيخ مستشهدًا له قول الشاعر: [من الطويل]
٣١٩ - وكنت أرى كالموت من بين ساعةٍ ... فكيف ببينٍ كان موعده الحشر
[١٤٢] // وقول الآخر: [من الطويل]
٣٢٠ - يظل به الحرباء يمثل قائمًا ... ويكثر فيه من حنين الأباعر
ولا حجة فيهما، لإمكان كون (من) في البيت الأول لابتداء الغاية، والكاف قبلها اسم.
والمعنى: وكنت أرى من بين ساعةٍ حالا مثل الموت، على حد قولهم: رأيت منك أسدًا.

1 / 260