124

Sharh Al-Tadmuriyyah - Al-Khamees

شرح التدمرية - الخميس

Editorial

دار أطلس الخضراء

Número de edición

١٤٢٥هـ/٢٠٠٤م

Géneros

٢ - لماذا عقد شيخ الإسلام الأصل الثاني؟ عقد شيخ الإسلام هذا الأصل لبيان أن ما يجب اعتقاده في الذات يجب اعتقاده في الصفات، فكما أننا نثبت ذاتًا لائقة بالله ﷿ فكذلك نثبت صفاتٍ لائقة بالله تعالى. فمن أثبت لله ذاتًا لا تماثل ذوات المخلوقين لزمه أن يثبت له صفات لا تماثل صفات المخلوقين، لأن القول في الصفات كالقول في الذات، فكما أن لله ذات حقيقية فصفاته حقيقية، وكما أنه لا يلزم من إثبات الذات تشبيهًا، فإنه لا يلزم من إثبات الصفات تشبيهًا، فليس له شبيهًا لا في ذاته ولا في صفاته ولا في أفعاله، وكما أننا لا نفهم كُنْهَ ذات الله لا نعلم أيضًا كُنْهَ صفات الله. ٣ - الطوائف التي يرد عليها شيخ الإسلام بالأصل الثاني: يرد شيخ الإسلام بهذا الأصل على جميع فرق المعطلة؛ لأن كل من لم يقر بوجود الله فإنه يقر بأن له ذاتًا لا تشبه ذوات المخلوقين، ومن أثبت ذاتًا لزمه أن يثبت له صفاتٍ وإلا شبهه بالمعدومات والطوائف التي يرد عليها بهذا الأصل هم: الفلاسفة الجهمية الذين ينفون جميع الصفات، والباطنية والمعتزلة فهؤلاء جميعًا يثبتون ذاتًا لله مجردة من الصفات، أما الأشاعرة فيكفي الأصل الأول في الرد عليهم وإبطال مذهبهم. وكذلك يرد بهذا الأصل على الممثلة الذين يمثلون صفات الرب ويكيفونها فيقولون كيف استوى؟ وكيف ينزل؟ وكيف يجيء؟ ٤ - الرد على الممثلة: يُردّ عليهم بجوابين: ١ - ما ورد عن السلف كمالك وربيعة وغيرهم أن كيفية الصفة غير معقولة لنا ولا يعلمه العباد؟ فنقول: إنما تعرف كيفية الشيء بمشاهدته أو مشاهدة نظير له والله لا نظير له، فالصفات معلومة المعنى مجهولة الكيفية. ٢ - وهو رد عقلي وهو مستفاد من الأصل الثاني الذي ذكره شيخ

1 / 154