Sharh al-Suyuti on Muslim

Jalal al-Din al-Suyuti d. 911 AH
105

Sharh al-Suyuti on Muslim

شرح السيوطي على مسلم

Investigador

أبو اسحق الحويني الأثري

Editorial

دار ابن عفان للنشر والتوزيع-المملكة العربية السعودية

Número de edición

الأولى ١٤١٦ هـ

Año de publicación

١٩٩٦ م

Ubicación del editor

الخبر

Géneros

[١٥١] نَحن أَحَق بِالشَّكِّ من إِبْرَاهِيم مَعْنَاهُ أَن الشَّك يَسْتَحِيل فِي حق إِبْرَاهِيم فَإِن الشَّك فِي إحْيَاء الْمَوْتَى لَو كَانَ متطرقا إِلَى الْأَنْبِيَاء لَكُنْت أَنا أَحَق بِهِ من إِبْرَاهِيم وَقد علمْتُم أَنِّي لم أَشك فاعلموا أَن إِبْرَاهِيم لم يشك وَإِنَّمَا خص إِبْرَاهِيم وَقد خص إِبْرَاهِيم لكَون الْآيَة قد يسْبق مِنْهَا إِلَى بعض الأذهان الْفَاسِدَة احْتِمَال الشَّك وَإِنَّمَا رجح إِبْرَاهِيم على نَفسه تواضعا وأدبا أَو قبل أَن يعلم أَنه خير ولد آدم وَقَالَ صَاحب التَّحْرِير يَقع لي فِيهِ مَعْنيانِ أَحدهمَا أَنه خرج مخرج الْعَادة فِي الْخطاب فَإِن من أَرَادَ المدافعة عَن إِنْسَان قَالَ للمتكلم فِيهِ مَا كنت قَائِلا لفُلَان أَو فَاعِلا فِيهِ من مَكْرُوه فقله لي وافعله معي ومقصوده لَا تقل ذَلِك وَالثَّانِي أَن مَعْنَاهُ هَذَا الَّذِي تظنونه شكا أَنا أولى بِهِ فَإِنَّهُ لَيْسَ بشك وَإِنَّمَا طلب لمزيد الْيَقِين وَقَالَ قوم لما نزل قَوْله تَعَالَى أولم تؤمن قَالَت طَائِفَة شكّ إِبْرَاهِيم وَلم يشك نَبينَا فَقَالَ ذَلِك وَيرْحَم الله لوطا كَانَ يأوي إِلَى ركن شَدِيد هُوَ الله ﷻ فَإِنَّهُ أَشد الْأَركان وأمنعها وأقواها قَالَ ذَلِك ﷺ تعريضا بقول لوط لَو أَن لي بكم قُوَّة أَو آوي إِلَى ركن شَدِيد أَي لمنعتكم قَالَ النَّوَوِيّ قصد لوط بذلك إِظْهَار الْعذر عِنْد أضيافه وَأَنه لَو اسْتَطَاعَ دفع الْمَكْرُوه عَنْهُم بطرِيق مَا لفعله وَلم يكن ذَلِك مِنْهُ إعْرَاضًا عَن الإعتماد على الله تَعَالَى قَالَ وَيجوز أَن يكون نسي الالتجاء إِلَى الله فِي حمايتهم وَيجوز أَن يكون التجأ فِيمَا بَينه وَبَين الله تَعَالَى وَأظْهر للأضياف التألم وضيق الصَّدْر وَلَو لَبِثت إِلَى آخِره هُوَ ثَنَاء على يُوسُف وَبَيَان لِصَبْرِهِ وتأنيه إِذْ قَالَ لرَسُول الْملك لما جَاءَهُ ليخرجه ارْجع إِلَى رَبك فَسَأَلَهُ مَا بَال النسْوَة فَلم يُبَادر بِالْخرُوجِ من السجْن بعد طول لبثه فِيهِ بل تثبت وَأرْسل الْملك فِي كشف أمره الَّذِي سجن بِسَبَبِهِ لتظهر بَرَاءَته مِمَّا نسب إِلَيْهِ وَقَالَ النَّبِي ﷺ مَا قَالَ تواضعا وإيثارا للأبلغ فِي بَيَان كَمَال فَضِيلَة يُوسُف وحَدثني بِهِ إِن شَاءَ الله قيل كَيفَ يحْتَج بِشَيْء يشك فِيهِ وَأجَاب النَّوَوِيّ بِأَنَّهُ لم يحْتَج بِهَذَا الْإِسْنَاد وَإِنَّمَا ذكره مُتَابعَة واستشهادا وَيحْتَمل فيهمَا مَا لَا يحْتَمل فِي الْأُصُول وَأَبا عبيد هُوَ سعد بن عبيد مولى عبد الرَّحْمَن بن أَزْهَر حَتَّى جازها أَي فرغ مِنْهَا حَتَّى أنجزها أَي أتمهَا

1 / 173