202

شرح المواقف

شرح المواقف

Géneros

============================================================

المرصد الخام - المقصد الأول : في تعريفه به، كاكشر حديث النفس (فهو بالمعنى الذي ذكرناه (جنس للنظر) لا مرادف له على ماهو المتعارف (والباقي) من الحد (فصل) له يميزه عن سائر الحركات التخيلية، (ولا يقال: أن الفصل كاف في التمييز، والجنس مستغن عنه) في الحد كيف، والجنس هو الذى يدل على أصل الماهية، والفصل يحصلها ويميزها ألا ترى أنك إذا قلت: النظر هو الذي يطلب به علم أو ظن، لم يفهم منه أن أصل ماهية النظر ماذا هو بل، ربما أوهم شموله لغير النظر مما له مدخل في ذلك الطلب (قال الآمدي: لم يذكره جزاء من التعريف بل قال: النظر هو الفكر) بيانا لاتحاد مدلولهما (وما بعده هو الحد لهما وفيه تمحل لا يخفى) لأن بيان الترادف واتحاد المدلول في مقام التحديد، بعبارة ظاهرة في خلافه بعيدا جدا، وإنما كانت ظاهرة في خلاف بيان قوله: (فهو جنس للنظر والباقي فصل له) بناء على ما تقرر من أن المفهرمات الاصطلاحية ماهيات اعتبارية فما اعتبر داخلا في مفهوماتها فهو ذاتي لها.

قوله: (والفصل يحصلها إلخ) التحصيل بالمعنى اللغوي، اي جعلها حاصلة متحققة في نفس الأمر لا بالمعنى الاصطلاحي، اعني إزالة إبهام الجنس، وجعله مطابقا لتمام ماهية التوع، فإنها تنسب إلى الجنس لا الماهية النوعية، ثم القول: بكون الباقي فصلا بمعنى المميز الذاتي لا ينافي ما ذكره سابقا من أن هذا التعريف رسمي، وأن الانقسام خاصة له لأن ذلك مبني على أن يكون ما ذكره تعريفا لمطلق النظر، ولا شك ان الاتقسام إلى الأقسام ليس داخلا في ماهية المقسم، وهذا مبني على أن يكون ما ذكره تعريفا لقسميه، فالنظر العلمي الفكر الذي يطلب به العلم، والنظر الظني الفكر الذي يطلب به الظن، وكل واحد من المشترك والمميز داخل في مفهوميهما، وحمل الجنس على الذاتي والفصل على المميز مطلقا، مما لا يقبله الطبع السليم سيما إذا لوحظ قوله: والفصل يحصلها.

قوله: (بل ربما أوهم شموله لغير النظر) كالحياة والقوة العاقلة، والدليل ووجه الدلالة وبالجملة ما له مدخل في الاكتساب، واشار بلفظ الإيهام إلى كونه باطلا من احكام الوهم، لا إلى ضعفه واندفاعه بحمل الباء على السببية القريبة، فإن الفكر معد للعلم والظن وليس سببا قرييا لها.

قوله: (بيانا لاتحاد مدلولهما) أي مفهومها فالأمدي حمل الفكر على المعنى المتعارف.

بناء على أن المركب من الجنس، والخاصة رسم كما سياتي، لكن في قوله والفصل يحصلها بعض تبوة عن هذا التوجيه، إلا أن يجمل قوله ويميزها عطفا تفسيرا له: قوله: (بل ربما أوهم موله لغر النظر) كالحياة والقوة العاقلة، ونفس الدليل وغيرها، وإنسا قال: ربما أوهم لخروجه بحمل الباء على السببية، وحمل السيب على القريب، اما خروج غير الدليل فظاهر، وأما خروجه فلأن الطلب به بواسطة النظر الواقع فيه .

Página 202