Sharh al-Jami' al-Sahih
شرح الجامع الصحيح
Géneros
وأما «العدوى»: فقال الربيع في معنى نفيها: لا يتحول شيء من المرض إلى غيره فيعدو، أي يتجاوز محله الذي كان فيه، ويقال: أعداه الداء يعديه إعداء إذا أصابه مثل ما بصاحب الداء، وذلك أن يكون ببعير جرب مثلا، فتتقي مخالطته بإبل أخرى، حذار أن يتعدى ما به من الجرب إليها فيصيبها ما أصابه، وقد أبطله الإسلام، لأنهم كانوا يظنون أن المرض بنفسه يتعدى، فأعلمهم النبيء صلى الله عليه وسلم أنه ليس الأمر كذلك، وإنما الله هو الذي يمرض وينزل الداء، ولهذا قال في بعض الأحاديث: "فمن أعدى البعير الأول؟" أي من أين صار فيه الجرب؟ ومنها «الصفر» قال الربيع: كانوا في الجاهلية يحرمون شهر صفر عاما، ويحرمون شهر محرم عاما، فنهاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك كله، وذلك هو النسيء المذكور في قوله تعالى:{إنما النسي زيادة في الكفر}[التوبة:37] وقال ابن هشام: زعموا أنه حية في جوف الإنسان، تعض عند الجوع شراسيفه، وهي أطراف الأضلاع التي تشرف على البطن، وتلك الحية تسمى صفر، زاد ابن الأثير إنها تعدي، وهو قريب من معنى قول الربيع رحمه الله، وقال آخرون -إذا مات أحد في الجاهلية-: به صفر وهي التي تقتله. فقوله به صفر هو مقول القول، وما بينهما اعتراض، والمراد بقوله: آخرون، طائفة من الجاهلية. فأبطل الإسلام ذلك.
Página 150