45

شرح العقيدة السفارينية

شرح العقيدة السفارينية

Editorial

دار الوطن للنشر

Número de edición

الأولى

Año de publicación

١٤٢٦ هـ

Ubicación del editor

الرياض

Géneros

بعلة نقضوها، ولهذا نقول لكل من سال: ما الحكمة في هذا؟ نقول: الحكمة قول الله ورسوله إن كنت مؤمنا لان الله ﷿ يقول: (وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أمرهمْ) (الأحزاب: الآية ٣٦) وبهذا نسد عليه الباب، فإن أراد أو حاول أن يجادل فإيمانه ضعيف لا شك؛ لان فرض المؤمن أن يقول: سمعنا وأطعنا. وخلاصة القول أن باب الحكمة باب عظيم، ينبغي للإنسان أن يعقله وأن يؤمن به إيمانا تاما، وأن يعلم أن أفعال الله مقرونة بالحكمة، خلافا لمن قال: إن أمره وفعله لغير حكمة بل لمجرد المشيئة، فإن في هذا من تنقص الله ﷿ ما هو معلوم. وقوله: (الوارث) هذا الاسم جاء في القرآن الكريم بصيغة الجمع وبالفعل؛ قال تعالى: (إِنَّا نَحْنُ نَرِثُ الْأَرْضَ وَمَنْ عَلَيْهَا) (مريم: الآية ٤٠) وقال تعالى: (وكنا نحن الوارثين) (القصص: ٤٠)، فالوارث معناه: الذي يرث من قبله، ولا شك أن الله هو الآخر الذي ليس بعده شيء، فإذا كان الآخر الذي ليس بعده شيء لزم أن يكون الوارث لكل شيء، فالله ﷾ هو الوارث لكل شيء. كل من سواه فإن الله ﷾ بعده، فهو الآخر الذي ليس بعده شيء. فالحاصل أن هذه الأبيات الثلاثة الأولى كلها ثناء على الله ﷿، وقد اعتاد المصنفون ﵏ أن يبدأوا مصنفاتهم بالثناء على الله ﷿، ثم بالصلاة على رسوله ﷺ لان القصد الأول هو الله ﷿، والنبي ﷺ دال على الطريق الموصل إلى الله، فكان حقه بعد حق الله ﷾.

1 / 50