212

شرح العقيدة السفارينية

شرح العقيدة السفارينية

Editorial

دار الوطن للنشر

Número de edición

الأولى

Año de publicación

١٤٢٦ هـ

Ubicación del editor

الرياض

Géneros

قال المؤلف رحمه الله تعالى:
٤٢- وليس في طوق الورى من أصله ... أن يستطيعوا سورة من مثله
ــ
الشرح
قوله: (وليس في طوق) بمعنى طاقة الورى، و(الورى) الخلق.
وقوله (ليس في طوق الورى من أصله) فيه إشارة إلى رد قول من يقول: إن الورى لا يستطيعون مثله بالصرفة، يعني أن الله صرفهم عن أن يأتوا بمثله، أما في الأصل فإنهم قادرون على أن يأتوا بمثله.
ولا شك أن هذا القول قول باطل؛ وذلك لأن القرآن كلام الله، وكلام الله صفة من صفاته، وإذا كانت جميع صفات الله لا يمكن أن يتصف بمثلها المخلوق فكذلك الكلام لا يمكن أن يأتي بمثله المخلوق، وليس ذلك لان الله صرفهم عن معارضته، بل لأنهم عاجزون من أصله لا يستطيعون أن يأتوا بمثل هذا القرآن.
وعلى فرض أن الله صرفهم فإن صرف الله عن معارضته دليل على أن القرآن حق، وإلا لسلط الله عليه من يعارضه، لكن هذا القول كما مر ضعيف، والذين أنكروه وقالوا: إن إعجاز القرآن ليس بالصرفة، قالوا: لأنه لو كان بالصرفة لكان في استطاعة الخلق أن يأتوا بمثله، فلا يكون آية، ولكن يرد عليهم في ذلك بأن القرآن لو كان آية بالصرفة كان آية من وجه آخر، وهو أن الله لم يسلطهم على معارضته بل منعهم.
لكننا قلنا من الأصل: إن هذا القول ضعيف، والصحيح الذي لا شك

1 / 218