155

شرح العقيدة السفارينية

شرح العقيدة السفارينية

Editorial

دار الوطن للنشر

Número de edición

الأولى

Año de publicación

١٤٢٦ هـ

Ubicación del editor

الرياض

Géneros

الإطلاق؛ ولا على سبيل التقييد، مثال ذلك: الخيانة، فالخيانة لا تدخل في صفات الله؛ لأنها ذم وقدح بكل حال، ولهذا قال النبي ﵊: «لا تخن من خانك) (١) وقال: «الحرب خدعة» (٢)، فأذن بالخدعة في محلها وهو الحرب، ونهى عن الخيانة في محلها. فقال: «لا تخن من خانك) .
مع أن الإنسان قد تسول له نفسه أن يخون من خانه؛ لأن الله تعالى قال: (فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ) (البقرة: الآية ١٩٤)، لكن الرسول ﷺ قال: «لا تخن من خانك) فإذا ائتمنك إنسان بشيء وقد خانك من قبل فلا تخنه فيه؛ لأن الخيانة وصف ذم على الإطلاق، وبهذا نعرف خطأ قول العامة: خان الله من يخون. فهذا القول لا يجوز، وهو قول باطل. لكن لو قيل: خدع الله بمن يخدع. فهذا صحيح.
إذا يمكن أن نقول: إن الصفات بالنسبة لله ﷿ على ثلاثة أقسام:
١- صفات كمال محض: فهذه يوصف بها على سبيل الإطلاق.
٢- وصفات كمال في حال دون حال: فلا يوصف بها إلا مقيدا بالحال التي تكون فيها كمالا.
٣- وصفات نقص على الإطلاق: فلا يوصف الله بها مطلقا.
فإذا قال قائل: هل هناك فرق بين الأسماء والصفات في هذا الباب؟ بمعنى أن الاسم إذا كان متضمنا لنقص فإنه لا يسمى به الله في حال الكمال؟
فالجواب: لا؛ لأن الله تعالى قال في الأسماء: (وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى)

(١) رواه الترمذي، كتاب البيوع، باب ما جاء في النهي للمسلم، أن يدفع إلي الذمي الخمر، رقم (١٢٦٤) .
(٢) رواه البخاري، كتاب الجهاد والسير، باب الحرب خدعة - رقم (٣٠٢٩)، ومسلم، كتاب الجهاد والسير باب جواز الخداع في الحرب، رقم (١٧٤٠) .

1 / 161