148

شرح العقيدة السفارينية

شرح العقيدة السفارينية

Editorial

دار الوطن للنشر

Número de edición

الأولى

Año de publicación

١٤٢٦ هـ

Ubicación del editor

الرياض

Géneros

المشركون، لأن غاية ما يتعلقون به أنهم يقولون: إنما نعبدهم ليقربونا إلى الله زلفى، فقط الله كل سبب.
فإن قال قائل: أليس هناك ملائكة موكلون بحفظ أعمال بني آدم، وملائكة موكلون بالقطر، وملائكة موكلون بالنبات، والملائكة موكلون بالحفظ العام لبني آدم؟
فالجواب: بلى هذا موجود، لكن لم يوكلهم الله تعالى استعانة بهم، بل وكلهم الله بذلك ليبين عظمته وكمال سلطانه، كما أن الملك في الدنيا - ولله المثل الأعلى -له من يتولى شئون ملكته، لكن الملوك في الدنيا يفعلون ذلك لقصورهم وعدم إحاطتهم، أما الله ﷿ فلا، إنما فعل ذلك ﷾ ليظهر عظمة ملكه وسلطانه، وأنه المدبر ﷾، وان له جنودا لا يستعين بهم ولكن يمتثلون بأمره ويكلفهم ﷿ بما شاء، قال تعالى: (وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ) (المدثر: الآية ٣١)، ولكن ليسوا جنودا يعينونه كجنود الملوك في الدنيا، بل جنود تظهر بهم عظمته وكمال سلطانه.

1 / 154