الكلام هو اللفظ المركب المفيد بالوضع، وأقسامه ثلاثة اسم وفعل وحرف
(الكلام هو اللفظ المركب المفيد بالوضع) يعني أن الكلام عند النحويين هو اللفظ إلى آخره.
فاللفظ: هو الصوت المشتمل على بعض الحروف الهجائية: كزيد، فإنه صوت اشتمل على ((الزاي، والياء، والدال،))، فإن لم يشتمل على بعض الحروف كصوت الطبل، فلا يسمى لفظا.
فخرج باللفظ ما كان مفيدا ولم يكن لفظا: كالإشارة، والكتابة، والعقد، والنصب، فلا تسمى كلاما عند النحاة.
والمركب: ما تركب من كلمتين فأكثر: كقام زيد، وزيد قائم.
والمثال الأول: فعل وفاعل، وكل فاعل مرفوع.
والمثال الثاني: مبتدأ وخبر، وكل مبتدأ مرفوع بالابتداء، وكل خبر مرفوع بالمبتدأ.
وخرج بالمركب المفرد: كزيد، فلا يقال له كلام أيضا عند النحاة.
والمفيد: ما أفاد فائدة يحسن السكوت عليها من المتكلم والسامع: كقام زيد، وزيد قائم، فإن كلا منهما أفاد فائدة يحسن السكوت عليها من المتكلم والسامع، وهي الإخبار بقيام زيد، فإن السامع إذا سمع ذلك لا ينتظر شيئا آخر يتوقف عليه تمام الكلام، ويحسن أيضا سكوت المتكلم.
وخرج بالمفيد المركب: غير المفيد نحو غلام زيد من غير إسناد شيء إليه، وإن قام زيد، فإن تمام الفائدة فيه يتوقف على ذكر جواب الشرط فلا يسمى كل من المثالين كلاما عند النحاة.
وقوله: بالوضع؛ فسره بعضهم: بالقصد، فخرج غير المقصود: ككلام النائم والساهي، فلا يسمى كلاما عند النحاة، وبعضهم فسره: بالوضع العربي، فخرج كلام العجم: كالترك والبربر فلا يسمى كلاما عند النحاة.
مثال ما اجتمع بالقيود الأربعة: قام زيد، وزيد قائم.
فالمثال الأول: فعل وفاعل.
والثاني: مبتدأ وخبر، وكل من المثالين: لفظ مركب مفيد بالوضع فهو كلام.
(وأقسامه ثلاثة اسم وفعل وحرف) يعني أن أجزاء الكلام التي يتألف منها ثلاثة أقسام:
Página 6
جاء لمعنى، فالاسم يعرف بالخفض والرفع والتنوين، ودخول الألف واللام وحروف الخفض
الأول: الاسم، وهو كلمة دلت على معنى في نفسها ولم تقترن بزمن وضعا: كزيد، وأنا، وهذا.
الثاني: الفعل، وهو كلمة دلت على معنى في نفسها، واقترنت بزمن وضعا.
فإن دلت تلك الكلمة على زمن ماض، فهي الفعل الماضي، نحو: قام زيد.
وإن دلت على زمن يحتمل الحال والاستقبال، فهي الفعل المضارع، نحو: يقوم.
وإن دلت على طلب شيء في المستقبل، فهي فعل الأمر نحو: قم.
الثالث: الحرف، وهو كلمة دلت على معنى في غيرها نحو: إلى، وهل، ولم.
وقوله: (جاء لمعنى) يعني به أن الحرف لا يكون له دخل في تأليف الكلام إلا إذا كان له معنى: كهل، ولم، فإن ((هل)) معناها الاستفهام، و((لم)) معناها النفي، فإن لم يكن له معنى لا يدخل في تركيب الكلام كحروف المباني نحو: ((زاي زيد ويائه وداله))، فإن كلا منها حرف مبنى لا حرف معنى.
(فالاسم يعرف بالخفض والرفع والتنوين، ودخول الألف واللام وحروف الخفض) يعني(1) أن الاسم يتميز عن الفعل والحرف:
Página 7
بالخفض، نحو: مررت بزيد، وغلام زيد، فزيد المجرور بالباء، وغلام اسم لوجود الخفض.
والتنوين، نحو: زيد، ورجل، فزيد ورجل كل منهما اسم لوجود التنوين فيه، والتنوين نون ساكنة تلحق الآخر لفظا، لا خطا.
وهي: من، وإلى، وعن ، وعلى، وفي، ورب، والباء، والكاف، واللام، وحروف القسم، وهي: الواو، والباء، والتاء، والفعل يعرف بقد والسين وسوف وتاء التأنيث الساكنة
ودخول الألف واللام، نحو: الرجل، والغلام، فكل منهما اسم لدخول: ((أل)) التعريف عليهما.
وحرف الخفض، نحو: مررت بزيد ورجل، فكل منهما اسم لدخول حرف الخفض، وهي الباء عليهما.
ثم ذكر جملة من حروف الخفض، فقال:
(وهي: من، وإلى) نحو: سرت من البصرة إلى الكوفة، فكل من البصرة والكوفة اسم لدخول: ((من))؛ على الأول، و((إلى)) على الثاني.
(وعن) نحو: رميت السهم عن القوس، فالقوس اسم لدخول ((عن)) عليه.
(وعلى) نحو: ركبت على الفرس، فالفرس اسم لدخول ((على)) عليه.
(وفي) نحو: الماء في الكوز، فالكوز اسم لدخول ((في)) عليه.
(ورب) نحو: رب رجل كريم لقيته، فرجل اسم لدخول رب عليه.
(والباء) نحو: مررت بزيد، فزيد اسم لدخول ((الباء)) عليه.
(والكاف) نحو: زيد كالبدر، فالبدر اسم لدخول ((الكاف)) عليه.
(واللام) نحو: المال لزيد، فزيد اسم لدخول ((اللام)) عليه.
(وحروف القسم)، وهي من جملة حروف الخفض واستعملت في القسم، (وهي: الواو، والباء، والتاء) نحو: والله، وبالله، وتالله، فلفظ الجلالة اسم لدخول حروف القسم عليه.
(والفعل يعرف بقد والسين وسوف وتاء التأنيث الساكنة) يعني أن الفعل يتميز عن الاسم والحرف بدخول:
((قد)) عليه، وتدخل على الماضي، نحو: قد قام زيد، وعلى المضارع، نحو: قد يقوم زيد، فكل من: قام ويقوم؛ فعل لدخول ((قد)) عليه.
Página 8
و((السين)) و((سوف)) يختصان بالمضارع، نحو: سيقوم زيد، وسوف يقوم زيد، فيقوم فعل مضارع لدخول ((السين)) و((سوف)) عليه.
والحرف ما لا يصلح معه دليل الاسم ولا دليل الفعل.
باب الإعراب
الإعراب: هو تغيير أواخر الكلم لاختلاف العوامل الداخلة عليها لفظا أو تقديرا
و((تاء التأنيث الساكنة)) تختص بالماضي، نحو: قامت هند، فقام فعل مضارع لدخول السين وسوف عليه، وتاء التأنيث الساكنة تختص بالماضي نحو: قامت هند، فقام فعل ماض للحوق التاء له.
(والحرف ما لا يصلح معه دليل الاسم ولا دليل الفعل) يعني أن الحرف يتميز عن الاسم والفعل بأن لا يقبل شيئا من علامات الاسم، ولا شيئا من علامات الفعل: كهل، وفي، ولم، فإنها لا تقبل شيئا من ذلك، فعلامته عدم قبول العلامات التي للاسم والفعل قال العلامة الحريري في ((ملحة الإعراب)):
والحرف ما ليست له علامة
فقس على قولي تكن علامة
أي ما ليست له علامة موجودة، بل علامته عدمية نظير ذلك: الجيم، والخاء، والحاء، فالجيم علامتها نقطة من أسفلها، والخاء علامتها نقطة من أعلاها، والحاء علامتها عدم وجود نقط من أسفلها وأعلاها، والله سبحانه وتعالى أعلم.
باب الإعراب
(الإعراب: هو تغيير أواخر الكلم لاختلاف العوامل الداخلة عليها لفظا أو تقديرا) يعني أن الإعراب هو تغيير أحوال أواخر الكلم بسبب دخول العوامل المختلفة، وذلك نحو زيد، فإنه قبل دخول العوامل موقوف ليس معربا، ولا مبنيا، ولا مرفوعا، ولا غيره، فإذا دخل عليه العامل:
فإن كان يطلب الرفع رفع نحو: جاء زيد، فإنه فعل يطلب فاعلا، والفاعل مرفوع، فيكون زيد مرفوعا بجاء على أنه فاعله.
وإن كان العامل يطلب النصب نصب ما بعده نحو: رأيت زيدا، فإن رأيت فعل، والتاء فاعله، وزيدا مفعوله، والمفعول منصوب.
وإن كان يطلب الجر جر ما بعده نحو: الباء في نحو: مررت بزيد، فزيد مجرور بالباء.
Página 9
فتغيير الآخر من رفع إلى نصب أو جر هو الإعراب، وسببه دخول العوامل.
وأقسامه أربعة: رفع، ونصب، وخفض، وجزم
وقوله: لفظا أو تقديرا؛ يعني به أن الآخر يتغير لفظا كما رأيته في الأمثلة المذكورة، أو تقديرا كما في الاسم الذي آخره ألف نحو: الفتى، أو ياء نحو: القاضي، فإن الألف اللينة يتعذر تحريكها فيقدر فيها الإعراب للتعذر نحو:
جاء الفتى، فالفتى فاعل مرفوع بضمة مقدرة على الألف منع من ظهورها التعذر.
ورأيت الفتى، فالفتى مفعول به منصوب بفتحة مقدرة على الألف منع من ظهورها التعذر.
ومررت بالفتى، فالفتى مجرور بالباء بكسرة مقدرة على الألف منع من ظهورها التعذر.
ونحو: جاء القاضي، فالقاضي فاعل مرفوع بضمة مقدرة على الياء منع من ظهورها الثقل.
ومررت بالقاضي، فالقاضي مجرور بالباء بكسرة مقدرة على الياء منع من ظهورها الثقل.
وأما في حالة النصب فتظهر الفتحة على الياء للخفة، نحو:
رأيت القاضي، فالقاضي مفعول به منصوب بفتحة ظاهرة.
فالفرق بين ما آخره ألف أو ياء: أن ما آخره ألف يتعذر إظهاره وإعرابه، رفعا ونصبا وجرا، وما آخره ياء لا يتعذر، ولكنه يستثقل رفعا وجرا.
(وأقسامه أربعة: رفع، ونصب، وخفض، وجزم) يعني أن أقسام الإعراب أربعة:
رفع، نحو: يضرب زيد.
ونصب، نحو: لن أضرب عمرا.
وخفض، نحو: مررت بزيد.
وجزم، نحو: لم أضرب زيدا.
فزيد في الأول مرفوع بيضرب على أنه فاعله.
وأضرب في الثاني فعل مضارع منصوب بلن، وعمرا منصوب بأضرب على أنه مفعوله.
وزيد في الثالث مجرور بالباء.
فللأسماء من ذلك الرفع والنصب والخفض ولا جزم فيها، وللأفعال من ذلك: الرفع، والنصب، والجزم، ولا خفض فيها.
باب معرفة علامات الإعراب
للرفع أربع علامات: الضمة، والواو، والألف، والنون
وأضرب في الرابع فعل مضارع مجزوم بلم .
ولن تسمى حرف نفي ونصب واستقبال؛ لأنها تنفي الفعل وتنصبه ويصير مستقبلا.
Página 10
ولم تسمى حرف نفي وجزم وقلب؛ لأنها تنفي الفعل، وتجزمه، وتقلب معناه فيصير ماضيا.
(فللأسماء من ذلك الرفع والنصب والخفض ولا جزم فيها) يعني أن الأسماء يدخلها:
الرفع نحو: جاء زيد.
والنصب نحو: رأيت زيدا.
والخفض نحو مررت بزيد.
ولا يدخلها الجزم.
(وللأفعال من ذلك: الرفع، والنصب، والجزم، ولا خفض فيها) يعني أن الأفعال يدخلها:
الرفع، نحو: يضرب.
والنصب، نحو: لن أضرب.
والجزم، نحو: لم أضرب.
ولا يدخلها الخفض.
فالرفع والنصب يشترك فيهما الاسم والفعل، ويختص الاسم بالخفض، والفعل بالجزم، والله سبحانه وتعالى أعلم.
باب معرفة علامات الإعراب
(للرفع أربع علامات: الضمة، والواو، والألف، والنون) يعني أن الكلمة يعرف رفعها بواحد من أربع علامات:
إما الضمة، نحو: جاء زيد، فزيد فاعل مرفوع بالضمة.
فأما الضمة، فتكون علامة للرفع في أربعة مواضع: في الاسم المفرد، وجمع التكسير، وجمع المؤنث السالم، والفعل المضارع الذي لم يتصل بآخره شيء
أو الواو، نحو: جاء أبوك، وجاء الزيدون، فأبوك فاعل مرفوع بالواو، والزيدون فاعل مرفوع بالواو.
أو الألف، نحو: جاء الزيدان، فالزيدان فاعل مرفوع بالألف.
أو النون، نحو: يضربان، فيضربان فعل مضارع مرفوع بثبوت النون.
(فأما الضمة، فتكون علامة للرفع في أربعة مواضع: في الاسم المفرد، وجمع التكسير، وجمع المؤنث السالم، والفعل المضارع الذي لم يتصل بآخره شيء) يعني أن الضمة تكون علامة للرفع في هذه المواضع: أي يعرف رفعها بوجود الضمة فيها لفظا أو تقديرا:
فالاسم المفرد، نحو جاء زيد والفتى، فزيد فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة، والفتى فاعل مرفوع بالضمة المقدرة للتعذر.
وجمع التكسير، وهو ما تغير عن بناء مفرده، نحو جاء الرجال والأسارى، فالرجال فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة، والأسارى فاعل مرفوع بالضمة المقدرة للتعذر.
Página 11
وجمع المؤنث السالم؛ وهو ما جمع بألف وتاء مزيدتين، نحو: جاءت الهندات، فالهندات فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة.
والفعل المضارع، نحو: يضرب زيد، ويخشى عمرو، ويرمي بكر، فيضرب فعل مضارع مرفوع بالضمة الظاهرة، ويخشى مرفوع بالضمة المقدرة للتعذر ، ويرمي بالضمة المقدرة للثقل.
وقوله: الفعل المضارع الذي لم يتصل بآخره شيء؛ احتراز عما إذا اتصل به:
ألف الاثنين، نحو: يضربان وتضربان.
أو واو الجماعة، نحو: يضربون، وتضربون.
أو ياء المؤنثة المخاطبة، نحو: تضربين، فإنه يرفع بثبوت النون كما سيأتي.
واحترز أيضا عما إذا اتصلت به:
نون التوكيد الخفيفة أو الثقيلة، نحو: {ليسجنن وليكونا}[يوسف: 32]، فإنه يبنى على الفتح.
وأما الواو، فتكون علامة للرفع في موضعين: في جمع المذكر السالم، وفي الأسماء الخمسة: وهي أبوك أخوك وحموك وفوك وذو مال، وأما الألف، فتكون علامة للرفع في تثنية الأسماء خاصة، وأما النون، فتكون علامة للرفع في الفعل المضارع إذا اتصل به ضمير تثنية، أو ضمير جمع، أو ضمير المؤنثة المخاطبة
أو اتصلت به نون النسوة، نحو: {والوالدات يرضعن}[البقرة: 233]، فإنه يبنى على السكون.
(وأما الواو، فتكون علامة للرفع في موضعين: في جمع المذكر السالم، وفي الأسماء الخمسة: وهي أبوك أخوك وحموك وفوك وذو مال) يعني أن جمع المذكر السالم والأسماء الخمسة يعرف رفعها بوجود ((الواو))، فتكون مرفوعة بالواو نيابة عن الضمة.
والمراد بجمع المذكر السالم: اللفظ الدال على الجمعية بواو ونون في آخره في حالة الرفع، وياء ونون في حالتي النصب والجر، نحو: الزيدون، ورأيت الزيدين، فالزيدون في قولك: جاء الزيدون؛ فاعل مرفوع بالواو والنون عوض عن التنوين في الاسم المفرد.
Página 12
والأسماء الخمسة، نحو: جاء أبوك وأخوك وحموك وفوك وذو مال، فكل واحد منها فاعل مرفوع بالواو نيابة عن الضمة، وكل من جمع المذكر السالم والأسماء الخمسة له شروط تطلب من المطولات.
(وأما الألف، فتكون علامة للرفع في تثنية الأسماء خاصة) المراد من تثنية الأسماء المثنى، والمراد منه ما دل على اثنين بألف ونون في آخره في حالة الرفع، وياء نون في حالتي النصب والجر، نحو: جاء الزيدان، ورأيت الزيدين، ومررت بالزيدين، فالزيدان في قولك: جاء الزيدان؛ فاعل مرفوع، وعلامة رفعه الألف نيابة عن الضمة.
والفرق بين المثنى والجمع في حالتي النصب والجر أن الياء التي في المثنى مفتوح ما قبلها مكسور ما بعدها، وفي الجمع مكسور ما قبلها مفتوح ما بعدها، والنون عوض عن التنوين في الاسم المفرد في كل من التثنية والجمع.
(وأما النون، فتكون علامة للرفع في الفعل المضارع إذا اتصل به ضمير تثنية) نحو: يفعلان وتفعلان.
(أو ضمير جمع) نحو: يفعلون وتفعلون.
(أو ضمير المؤنثة المخاطبة) نحو: تفعلين.
وللنصب خمس علامات: الفتحة، والألف، والكسرة، والياء، وحذف النون، فأما الفتحة فتكون علامة للنصب في ثلاثة مواضع: في الاسم المفرد، وجمع التكسير، والفعل المضارع إذا دخل عليه ناصب ولم يتصل بآخره شيء
هذه الأوزان تسمى الأفعال الخمسة، وتكون النون التي في آخرها علامة على رفعها، فهي مرفوع بثبوت النون نيابة عن الضمة، فتقول:
الزيدان يضربان، فيضربان مرفوع بثبوت النون نيابة عن الضمة.
وكذا أنتما تضربان.
والزيدون يضربون.
وأنتم تضربون.
وأنت تضربين.
فكل هذه الأمثلة مرفوعة، وعلامة رفعها ثبوت النون، والألف في الأول والثاني فاعل، والواو في الثالث والرابع فاعل، والياء في الخامس فاعل.
(وللنصب خمس علامات: الفتحة، والألف، والكسرة، والياء، وحذف النون).
علامات النصب خمس:
واحدة منها أصلية، وهي: الفتحة، نحو: رأيت زيدا.
Página 13
وأربعة نائبة عنها، وهي:
الألف، نحو: رأيت أباك.
والكسرة، نحو: رأيت الهندات.
والياء، نحو: رأيت الزيدين والزيدين.
وحذف النون، نحو: لن يضربوا.
(فأما الفتحة فتكون علامة للنصب في ثلاثة مواضع: في الاسم المفرد، وجمع التكسير، والفعل المضارع إذا دخل عليه ناصب ولم يتصل بآخره شيء) يعني أن هذه المواضع الثلاثة إذا نصبت تكون منصوبة بالفتحة.
فالاسم المفرد، نحو: رأيت زيدا، فزيدا مفعول منصوب بالفتحة.
وجمع التكسير، نحو: رأيت الرجال.
والفعل المضارع، إذا دخل عليه ناصب، نحو: لن أضرب، فأضرب فعل مضارع منصوب بلن.
وأما الألف فتكون علامة للنصب في الأسماء الخمسة، نحو: رأيت أباك، وأخاك، وما أشبه ذلك، وأما الكسرة فتكون علامة للنصب في جمع المؤنث السالم، وأما الياء فتكون علامة للنصب في التثنية والجمع، وأما حذف النون فيكون علامة للنصب في الأفعال الخمسة التي رفعها بثبات النون
(وأما الألف فتكون علامة للنصب في الأسماء الخمسة ، نحو: رأيت أباك، وأخاك، وما أشبه ذلك) يعني أن الأسماء الخمسة تكون في حالة النصب منصوبة بالألف نيابة عن الفتحة، نحو: رأيت أباك وأخاك وما أشبه ذلك في حماك وفاك وذا مال، فكلها منصوبة بالألف نيابة عن الفتحة.
(وأما الكسرة فتكون علامة للنصب في جمع المؤنث السالم)، نحو: {خلق الله السماوات}[العنكبوت: 44]، وإعرابه:
خلق: فعل ماض.
ولفظ الجلالة: فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة.
والسماوات: مفعول به منصوب بالكسرة نيابة عن الفتحة؛ لأنه جمع مؤنث سالم.
(وأما الياء فتكون علامة للنصب في التثنية والجمع) نحو: رأيت الزيدين والزيدين.
فالأول: منصوب بالياء المفتوح ما قبلها المكسور ما بعدها نيابة عن الفتحة.
والثاني: منصوب بالياء المكسور ما قبلها المفتوح ما بعدها نيابة عن الفتحة أيضا.
والنون عوض عن التنوين فيهما.
Página 14
(وأما حذف النون فيكون علامة للنصب في الأفعال الخمسة التي رفعها بثبات النون)، يعني أن حذف النون يكون علامة للنصب نيابة عن الفتحة في الأفعال الخمسة، نحو:
لن يفعلا.
ولن تفعلا.
ولن يفعلوا.
ولن تفعلوا.
ولن تفعلي.
فكل واحد من هذه الأمثلة منصوب وعلامة نصبه حذف النون نيابة عن الفتحة.
وللخفض ثلاث علامات: الكسرة، والياء، والفتحة، فأما الكسرة فتكون علامة للخفض في ثلاثة مواضع في: الاسم المفرد المنصرف، وجمع التكسير المنصرف، وجمع المؤنث السالم، وأما الياء فتكون علامة للخفض في ثلاثة مواضع في: الأسماء الخمسة، والتثنية، والجمع
والألف فاعل في الأول والثاني.
والواو فاعل في الثالث والرابع.
والياء فاعل في الخامس.
(وللخفض ثلاث علامات: الكسرة، والياء، والفتحة) علامات الخفض ثلاث:
واحدة منها أصلية: وهي الكسرة، نحو: مررت بزيد.
واثنان نائبان عنها، وهي:
الياء، نحو: مررت بأخيك والزيدين، والزيدين.
والفتحة، نحو: مررت بإبراهيم.
(فأما الكسرة فتكون علامة للخفض في ثلاثة مواضع في: الاسم المفرد المنصرف، وجمع التكسير المنصرف، وجمع المؤنث السالم).
فالاسم المفرد، نحو: مررت بزيد والفتى.
وجمع التكسير، نحو: مررت بالرجال والأسارى والهنود.
وجمع المؤنث السالم، نحو: مررت بالهندات.
والمنصرف: معناه الذي يقبل الصرف.
والصرف: هو التنوين.
وللأسماء التي تقبل التنوين أو لا تقبله علامات تعرف بها تطلب من المطولات.
(وأما الياء فتكون علامة للخفض في ثلاثة مواضع في: الأسماء الخمسة، والتثنية، والجمع) يعني أن هذه المواضع الثلاثة تكون الياء فيها علامة على الخفض نيابة عن الكسرة.
فالأسماء الخمسة، نحو: مررت بأبيك وأخيك وحميك وفيك وذي مال، فكلها مجرورة بالياء، وعلامة الجر فيها الياء نيابة عن الكسرة.
Página 15
والتثنية بمعنى المثنى، نحو: مررت بالزيدين، فالزيدين مجرور بالياء وعلامة الجر فيه الياء المفتوح ما قبلها المكسور ما بعدها نيابة عن الكسرة، والنون عوض عن التنوين في الاسم المفرد.
وأما الفتحة فتكون علامة للخفض في الاسم الذي لا ينصرف، وللجزم علامتان: السكون، والحذف
والجمع، نحو: مررت بالزيدين، فالزيدين مجرور بالياء وعلامة جره الياء المكسور ما قبلها المفتوح ما بعدها، والنون عوض عن التنوين في الاسم المفرد.
(وأما الفتحة فتكون علامة للخفض في الاسم الذي لا ينصرف)، يعني أن الاسم الذي لا ينصرف إنما يعرف خفضه إذا دخل عليه عامل الخفض بالفتحة فيكون مجرورا بالفتحة نيابة عن الكسرة، نحو: مررت بأحمد وإبراهيم، فكل منهما مجرور بالياء، وعلامة جره الفتحة نيابة عن الكسرة؛ لأنه اسم لا ينصرف: أي لا ينون؛ لأن الصرف هو التنوين.
Página 16
وللاسم الذي لا ينصرف أقسام كثيرة(1)، وله حدود وعلامات يعرف بها تطلب من المطولات، فإن المبتدئ يكفيه في أول الأمر أن يتصوره إجمالا، والله سبحانه وتعالى أعلم.
(وللجزم علامتان: السكون، والحذف)، فالسكون علامة أصلية، نحو: لم يضرب زيد، فيضرب فعل مضارع مجزوم بلم، وعلامة جزمه السكون.
Página 17
فأما السكون، فيكون علامة للجزم في الفعل المضارع الصحيح الآخر، وأما الحذف فيكون علامة للجزم في الفعل المضارع المعتل الآخر، وفي الأفعال التي رفعها بثبات النون، وفي الأفعال التي رفعها بثبات النون
والحذف ينوب عن السكون، نحو: لم يضربا، ولم يخش زيد، فيضربا فعل مضارع مجزوم بلم، وعلامة جزمه حذف النون، ويخش فعل مضارع مجزوم بلم، وعلامة جزمه حذف الألف.
(فأما السكون، فيكون علامة للجزم في الفعل المضارع الصحيح الآخر) المراد بالصحيح الآخر أن لا يكون في آخره ألف ، أو واو، أو ياء، نحو: يخشى ويدعو ويرمي، مثال الصحيح الآخر: يضرب، فإذا دخل عليه جازم يكون مجزوما بالسكون، نحو: لم يضرب زيد.
(وأما الحذف فيكون علامة للجزم في الفعل المضارع المعتل الآخر)، نحو:
لم يخش زيد، فيخش فعل مضارع مجزوم بلم، وعلامة جزمه حذف الألف نيابة عن السكون، والفتحة قبلها دليل عليها، وزيد فاعل.
ولم يدع زيد، فيدع فعل مضارع مجزوم بلم، وعلامة جزمه حذف الواو نيابة عن السكون، والضمة قبلها دليل عليها، وزيد فاعل مرفوع.
ولم يرم زيد، فيرم فعل مضارع مجزوم بلم، وعلامة جزمه حذف الياء نيابة عن السكون، والكسرة قبلها دليل عليها، وزيد فاعل.
(وفي الأفعال التي رفعها بثبات النون) هي الأفعال الخمسة، يعني أن علامة الجزم فيها تكون حذف النون، نحو:
لم يضربا، ولم تضربا، فهما مجزومان بلم، وعلامة جزمها حذف النون، والألف فاعل.
ولم يضربوا ولم تضربوا كذلك مجزومان، وعلامة جزمهما حذف النون، والواو فاعل.
ولم تضربي مجزوم بلم، وعلامة جزمه حذف النون، والياء فاعل. والله سبحانه وتعالى أعلم.
Página 18
فصل: المعربات قسمان: قسم يعرب بالحركات، وقسم يعرف بالحروف،
وقسم يعرف بالحروف، فالذي يعرب بالحركات أربعة أنواع: الاسم المفرد، وجمع التكسير، وجمع المؤنث السالم، والفعل المضارع الذي لم يتصل بآخره شيء، وكلها ترفع بالضمة، وتنصب بالفتحة، وتخفض بالكسرة، وتجزم بالسكون
فصل
هذا الفصل يذكر فيه جميع ما تقدم في الباب السابق لكنه في الباب السابق ذكره مفصلا، والقصد ذكره هنا مجملا، وهذه عادة المتقدمين يذكرون الكلام أولا مفصلا، ثم يذكرونه مجملا تمرينا للمبتدئ، فيكون كالجمع عند الحساب.
(المعربات قسمان:
قسم يعرب بالحركات) يعني بذلك الضمة، والفتحة، والكسرة، ويلحق بها السكون.
(وقسم يعرف بالحروف) يعني بها الواو، والألف، والياء، والنون، ويلحق بها الحذف.
(فالذي يعرب بالحركات أربعة أنواع:
الاسم المفرد): كزيد.
(وجمع التكسير): كالرجال.
(وجمع المؤنث السالم): كالهندات.
(والفعل المضارع الذي لم يتصل بآخره شيء)، نحو: يضرب.
(وكلها ترفع بالضمة، وتنصب بالفتحة، وتخفض بالكسرة، وتجزم بالسكون)، وسيأتي.
يستثني من ذلك جمع المؤنث في حالة النصب، والاسم الذي لا ينصرف في حالة الجر، والفعل المضارع المعتل الآخر في حالة الجزم.
فمثال الرفع لما ذكره: يضرب زيد والرجال والمسلمات.
فيضرب فعل مضارع مرفوع بالضمة الظاهرة.
وزيد والرجال والمسلمات كلها فاعل مرفوع بالضمة.
ومثال النصب: لن أضرب زيدا والرجال.
فأضرب فعل مضارع منصوب بلن.
والفاعل مستتر وجوبا تقديره أنا.
Página 19
وخرج عن ذلك ثلاثة أشياء: جمع المؤنث السالم ينصب بالكسرة، والاسم الذي لا ينصرف يخفض بالفتحة، والفعل المضارع المعتل الآخر يجزم بحذف آخره، والذي يعرب بالحروف، أربعة أنواع: التثنية، وجمع المذكر السالم. والأسماء الخمسة. والأفعال الخمسة، وهي يفعلان، وتفعلان، ويفعلون، وتفعلون، وتفعلين، فأما التثنية: فترفع بالألف
وزيدا والرجال كل منهما مفعول منصوب بالفتحة.
ومثال الخفض: مررت بزيد والرجال والمسلمات، فكل منها مجرور بالباء وجره بالكسرة.
(وخرج عن ذلك ثلاثة أشياء: جمع المؤنث السالم ينصب بالكسرة)، نحو: {خلق الله السماوات}[العنكبوت: 44].
لفظ الجلالة فاعل مرفوع بالضمة.
والسماوات مفعول منصوب بالكسرة.
(والاسم الذي لا ينصرف يخفض بالفتحة)، نحو: مررت بأحمد.
(والفعل المضارع المعتل الآخر يجزم بحذف آخره)، نحو:
لم يخش.
ولم يدع.
ولم يرم.
فالأول: مجزوم بحذف الألف.
والثاني: بحذف الواو.
والثالث: بحذف الياء.
(والذي يعرب بالحروف) أعني الواو، والألف، والياء، ويلحق بها النون (أربعة أنواع:
التثنية) يعني المثنى.
(وجمع المذكر السالم.
والأسماء الخمسة.
والأفعال الخمسة، وهي يفعلان) بالمثناة تحت (وتفعلان) بالمثناة فوق (ويفعلون) بالمثناة تحت (وتفعلون) بالمثناة فوق (وتفعلين) بالمثناة فوق لا غير.
(فأما التثنية:
فترفع بالألف)، نحو: جاء الزيدان.
وتنصب وتخفض بالياء، وأما جمع المذكر السالم: فيرفع بالواو، وينصب ويخفض بالياء، وأما الأسماء الخمسة: فترفع بالواو، وتنصب بالألف، وتخفض بالياء، وأما الأفعال الخمسة: فترفع بالنون، وتنصب وتجزم بحذفها.
باب الأفعال
الأفعال ثلاثة: ماض، ومضارع وأمر، نحو: ضرب، ويضرب، واضرب
(وتنصب وتخفض بالياء)، نحو: رأيت الزيدين، ومررت بالزيدين.
Página 20
(وأما جمع المذكر السالم:)
فيرفع بالواو)، نحو: جاء الزيدون.
(وينصب ويخفض بالياء)، نحو: رأيت الزيدين، ومررت بالزيدين.
(وأما الأسماء الخمسة:
فترفع بالواو)، نحو: جاء أبوك.
(وتنصب بالألف)، نحو: رأيت أباك.
(وتخفض بالياء)، نحو : مررت بأبيك.
(وأما الأفعال الخمسة:
فترفع بالنون)، نحو: يضربان، وتضربان، ويضربون، وتضربون، وتضربين.
(وتنصب وتجزم بحذفها)، نحو: لن يضربا، ولم يضربا، ولم تضربا، ولن تضربا، ولن تضربوا، ولم يضربوا، ولم تضربوا، ولن تضربوا، ولم تضربي، ولن تضربي. والله سبحانه وتعالى أعلم.
باب الأفعال
(الأفعال ثلاثة:
ماض): وهو ما دل على حدث مضى وانقضى، وعلامته أن يقبل تاء التأنيث الساكنة، نحو: ضرب تقول فيه: ضربت.
(ومضارع): وهو ما دل على حدث يقبل الحال والاستقبال، وعلامته أن يقبل السين، وسوف، ولم، نحو: يضرب، تقول فيه: سيضرب، وسوف يضرب، ولم يضرب.
(وأمر): هو ما دل على حدث في المستقبل، وعلامته أن يقبل ياء المؤنثة المخاطبة، ويدل على الطلب، نحو: اضرب تقول فيه: اضربي.
(نحو: ضرب، ويضرب، واضرب):
فالماضي مفتوح الآخر أبدا، والأمر مجزوم أبدا، والمضارع: ما كان في أوله إحدى الزوائد الأربع، يجمعها قولك: أنيت
الأول: مثال للماضي.
والثاني: للمضارع.
والثالث: للأمر.
Página 21
(فالماضي مفتوح الآخر أبدا) يعني أنه مبني على الفتح لفظا، نحو: ضرب أو تقديرا للتعذر، نحو: رمى، ويقدر فيه الفتح أيضا إذا اتصل به ضمير رفع متحرك، نحو: ضربت وضربنا، ويكون ظهور الفتح متعذرا كراهة توالي أربع متحركات فيما هو كالكلمة الواحدة، ويقدر فيه الفتح أيضا إذا اتصل به واو الضمير، نحو: ضربوا؛ لأن الواو يناسبها ضم ما قبلها، فضرورة المناسبة تمنع من ظهور الفتح، فيقال: مبني على فتح مقدر منع من ظهوره اشتغال المحل بحركة المناسبة.
(والأمر مجزوم أبدا)، يعني أنه مبني على السكون الشبيه بالجزم.
فإن كان معتلا آخره بالألف، أو الواو، أو الياء، يكون مبنيا على حذف حرف العلة، وهي: الألف، أو الواو، أو الياء، نحو: اخش، وادع، وارم.
وإن كان مسندا إلى ألف الاثنين، أو واو الجماعة، أو ياء المؤنثة المخاطبة، يبنى على حذف النون، نحو: اضربا، واضربوا، واضربي. والألف فاعل. وكذا الواو والياء.
وإن كان مسندا إلى نون النسوة يبنى على السكون، نحو: اضربن يا نسوة.
وإن اتصلت به نون التوكيد يبنى على الفتح، نحو: اضربن بالنون الخفيفة واضربن بالنون الثقيلة.
(والمضارع: ما كان في أوله إحدى الزوائد الأربع، يجمعها قولك: أنيت) بشرط أن تكون:
الهمزة للمتكلم، نحو: أقوم.
والنون للمتكلم ومعه غيره، أو المعظم نفسه، نحو: نقوم.
والياء للغائب، نحو: يقوم.
والتاء للمخاطب، نحو: تقوم.
وللمؤنثة الغائبة، نحو: هند تقوم.
فخرجت: الهمزة التي ليست للمتكلم، نحو: أكرم، فإنه ماض.
وهو مرفوع أبدا حتى يدخل عليه ناصب أو جازم، فالنواصب عشرة، وهي:أن، ولن، وإذن، وكي
والنون التي ليست للمتكلم ومعه غيره، أو المعظم نفسه، نحو: نرجس زيد الدواء، إذا جعل فيه النرجس، فإنه ماض.
Página 22
والياء التي ليست للغائب، نحو: يرنأ زيد الشيب، إذا خضبه، فإنه ماض، واليرنا هي الحناء.
وخرج بالتاء التي للمخاطب، أو الغائبة تاء نحو: تعلم زيد المسألة، فهو فعل ماض.
فأقوم، ونقوم، ويقوم، وتقوم، أفعال مضارعية؛ لوجود حرف الزيادة في أولها أعني الهمزة والنون والتاء والياء.
(وهو مرفوع أبدا حتى يدخل عليه ناصب أو جازم) ورافعه تجرده من الناصب والجازم، وهو عامل معنوي لا لفظي، فإن دخل عليه عامل ناصب فإنه ينصبه، أو جازم فإنه يجزمه.
(فالنواصب عشرة):
أربعة منها تنصب بنفسها.
وستة منها يكون النصب معها بأن مضمرة وجوبا أو جوازا.
(وهي: 1) أن، 2) ولن، 3) وإذن، 4) وكي) هذه الأربعة تنصب بنفسها.
مثال: أن: يعجبني أن تضرب.
فيعجبني: فعل مضارع.
وأن حرف مصدري ونصب.
والفعل المضارع منصوب بها.
وسميت أن حرفا مصدريا؛ لأنها تسبك مع ما بعدها بمصدر؛ إذ التقدير يعجبني ضربك.
ومثال: لن: قولك: لن يقوم زيد.
فلن حرف نفي ونصب واستقبال؛ لأنها تصير معناه مستقبلا.
ومثال: إذن: قولك: إذن أكرمك في جواب من قال لك: أزورك غدا.
فإذن حرف جواب وجزاء ونصب.
ولام كي، ولام الجحود، وحتى، والجواب بالفاء، والواو
وأكرمك: فعل مضارع منصوب بإذن، سميت حرف جواب؛ لوقوعها في الجواب وجزاء؛ لأن ما بعدها جزاء لما قبلها، ونصب؛ لأنها تنصب الفعل المضارع. ولنصبها شروط تطلب من المطولات.
ومثال: كي: جئت كي أقرأ، إذا كانت اللام مقدرة قبلها: أي لكي أقرأ ، فتكون كي مصدرية، بمعنى: أن.
وأقرأ: فعل مضارع منصوب بكي، فإن كانت كي بمعنى لام التعليل كان النصب بأن المضمرة بعدها.
5)(ولام كي)، هذه وما بعدها ليست ناصبة بنفسها، بل النصب بأن مضمرة بعدها جوازا في: لام كي، ووجوبا فيما بعدها.
مثال: لام كي: جئت لأقرأ، فاللام حرف جر للتعليل، والفعل منصوب بأن مضمرة جوازا بعدها.
Página 23
وإنما قيل لها: لام كي لإفادتها التعليل مثل: كي؛ ولأنها قد تدخل على: كي؛ نحو: جئت لكي أقرأ.
6)(ولام الجحود): أي النفي والنصب بأن مضمرة وجوبا بعدها.
وضابطها: أن يسبقها كان المنفية بما، أو يكن المنفية بلم، نحو: {وما كان الله ليعذبهم}[الأنفال: 33]، و{لم يكن الله ليغفر لهم}[النساء: 137]، فيعذب ويغفر منصوبان بأن مضمرة وجوبا بعد لام الجحود.
7)(وحتى) سواء كانت:
بمعنى: إلى، نحو: {حتى يرجع إلينا موسى}[طه: 91].
أو بمعنى: لام التعليل، نحو قولك للكافر: أسلم حتى تدخل الجنة: أي لتدخل.
فيرجع وتدخل: كل منهما منصوب بأن مضمرة وجوبا بعد حتى.
(والجواب 8) بالفاء، 9) والواو) يعني الفاء والواو الواقعتين في الجواب، وليست الفاء والواو ناصبتين بأنفسهما، بل النصب بأن مضمرة وجوبا بعدهما.
والمراد من وقوعهما في الجواب، وقوعهما في المواضع التسعة المشهورة:
الأول منها: الأمر، نحو: أقبل فأحسن إليك، فأحسن منصوب بأن مضمرة وجوبا بعد الفاء الواقعة في جواب الأمر.
وأو
وإن قلت: وأحسن، كانت الواو واو المعية، فالنصب بأن مضمرة وجوبا بعد واو المعية الواقعة بعد الأمر.
الثاني: النهي، نحو: لا تضرب زيدا فيغضب أو ويغضب، فيغضب فعل مضارع منصوب بأن مضمرة وجوبا بعد الفاء أو الواو الواقعتين بعد النهي.
الثالث: الدعاء، نحو: رب وفقني فأعمل صالحا أو وأعمل صالحا، فأعمل منصوب بأن مضمرة وجوبا بعد الفاء أو الواو الواقعتين بعد الدعاء.
والفرق بين الدعاء والأمر: أن الأمر طلب من الأعلى إلى الأدنى. والدعاء طلب من الأدنى إلى الأعلى.
الرابع: الاستفهام، نحو: هل زيد في الدار فأذهب إليه أو وأذهب إليه، فأذهب منصوب بأن مضمرة بعد الفاء أو الواو الواقعتين بعد الاستفهام .
Página 24
الخامس: العرض، نحو: ألا تنزل عندنا فتصيب خيرا، أو وتصيب خيرا، فتصيب منصوب بأن مضمرة وجوبا بعد الفاء أو الواو الواقعتين بعد العرض.
السادس: التحضيض، نحو: ألا أكرمت زيدا فيشكرك أو ويشكرك، فيشكر منصوب بأن مضمرة وجوبا بعد الفاء أو الواو الوافعتين بعد التحضيض.
والفرق بين العرض والتحضيض: أن العرض هو الطلب برفق ولين. والتحضيض هو الطلب بحث وإزعاج.
السابع: التمني، نحو: ليت لي مالا فأحج منه، أو وأحج، فأحج منصوب بأن مضمرة وجوبا بعد الفاء أو الواو الواقعتين بعد التمني.
الثامن: الترجي، نحو: لعلي أراجع الشيخ فيفهمني المسألة، أو ويفهمني، فيفهم منصوب بأن مضمرة وجوبا بعد الفاء أو الواو الواقعتين بعد الترجي.
التاسع: النفي، نحو: ما تأتينا فتحدثنا أو وتحدثنا، فتحدثنا منصوب بأن مضمرة وجوبا بعد الفاء أو الواو الواقعتين بعد النفي.
10)(وأو) يعني أن من النواصب للفعل المضارع: أو، لكن بأن مضمرة وجوبا بعدها، نحو: لأقتلن الكافر أو يسلم: أي إلا أن يسلم، فيسلم منصوب بأن مضمرة وجوبا بعد: أو؛ التي بمعنى: إلا.
وقد تكون بمعنى: إلى، نحو: لألزمنك أو تقضيني حقي: أي إلى أن تقضيني حقي، فتقضي فعل مضارع منصوب بأن مضمرة وجوبا بعد: أو؛ التي بمعنى: إلى.
والجوازم ثمانية عشر، هي: لم، ولما، وألم، وألما، ولام الأمر
(والجوازم ثمانية عشر):
قسم منها: يجزم فعلا واحدا.
وقسم: يجزم فعلين.
وبدأ بالقسم الأول، فقال: (هي:
1)لم)، نحو: لم يضرب زيد.
فلم: حرف نفي وجزم وقلب.
ويضرب: فعل مضارع مجزوم بلم.
وزيد: فاعل.
وسميت حرف نفي؛ لأنها تنفي الفعل المضارع، وجزم؛ لأنها تجزمه، وقلب؛ لأنها تقلب معناه وتصيره ماضيا.
2)(ولما)، وهي بمعنى: لم؛ حرف نفي وجزم وقلب، نحو: {لما يذوقوا عذاب}[ص: 8].
فيذوقوا: فعل مضارع مجزوم بلما، وعلامة جزمه حذف النون، والواو: فاعل.
Página 25