وقال الأصعمي: إن للجزاء، كأنه قال: سقته الرواعد من صيف، وإن سقته من خريف، فحذف الفعل بعد إن، لأن إن قد يحذف بعدها الفعل، وإن لم يجز له في الكلام ذكر، فإذا جرى له ذكر، كان حذفه أقوى وأبين.
والمعنى في الأقاويل كلها: فلن يعدم الرىَّ.
وأنشد أبو زيد لقيس بن زهير:
قلتُ به أخاك بخير عبسٍ ... فإنْ حربًا حذيف وإنْ سلاما
فهذا على قياس ما ذهب إليه، في فإن جزعا غنما هو إما تقديره: قتلته فإما
حاربت حربًا وإما سالمت سلامًا، وكان المعنى: لا أبالي واحدًا منهما.
ويجوز على قياس قوله [في] فعند ذلك فاجزعى أن تكون إن للجزاء، وما قبله يسد مسد الجواب.