قيل: لا يستقيم أن يكون هذا على أفعل، وإن كان ما ذكرته من أدنى العدد، يقوم كل واحد مقام الآخر؛ لدخول الواو والنون، وهما في أنه للعدد القليل، مثل البناء المبنى له، فلا يستقيم إذا إلحاق الواو النون له، كما لايجتمع الحرفان لمعنى واحد في الكلمة؛ ألا ترى أنك إذا جمعت اسمًا فيه علامة التأنيث، بالألف والتاء، أزلتها بالحذف، أو القلب، فكما أزلت العلامة، فلم تجمع بينهما، كذلك لا يستقيم أن تجمع بين الواو والنون، وبين بناء أدنى العدد؛ لاجتماع شيئين بمعنى واحد، في الكلمة.
فإذا لم يستقم ذلك، علمت أنه اسم صيغ في التحقير، كما قال، كأنك حقرت أبنًا، مثل أعمى.
فإن قلت: فمن أبيات الكتاب:
قد شربتْ إلاَّ دهيدهينا ... قليِّصاتٍ وأبيكرينا
فالقول في ذلك أنه ضرورة، وكأن الذي استهواه أن أفعل جمع من أبنية الجموع القليلة، وقد جاء ضربان منه بالتاء، وهو أفعلة، وفعلة، فلما وافقتهما أفعل في القلة، وكان تأنيث الجمع قائمًا فيه، قدر أن التاء تلزم، فقدر فيها التأنيث، كما جاء [منه] في البناءين