Sharaf Mustafa
شرف المصطفى
Editorial
دار البشائر الإسلامية - مكة
Número de edición
الأولى - 1424 هـ
Tus búsquedas recientes aparecerán aquí
Editorial
دار البشائر الإسلامية - مكة
Número de edición
الأولى - 1424 هـ
سيد ولدك، فخذه بعهدي وميثاقي ولا تودعه إلا في الأصلاب الطاهرين.
وكان نور محمد صلى الله عليه وسلم يرى في دائرة غرة جبين آدم عليه السلام كالشمس في دوران فلكها، أو كالقمر في ديجور ليلة ظلماء، فلم يزل حتى وضعه وبشرت حواء بشيث أبي الأنبياء ورأس المرسلين، فحملت بشيث، فأصبح آدم عليه السلام والنور مفقود من جبهته، وحواء تزداد كل يوم غناجة وحسنا، وكل الطير والسباع يشيرون إلى حسنها حتى وضعت.
فلما وضعته ضرب بينها وبين إبليس لعنه الله حجاب من النور في غلظ خمسمائة عام، فلم يزل إبليس محبوسا حتى بلغ شيث سبع سنين، وعمود من نور بين السماء والأرض للملائكة فيه مسلك ومنادي البشرى ينادي في كل يوم: أيتها الخضرة اهتزي وابشري لعظم نور محمد صلى الله عليه وسلم.
قال: فانطلق آدم عليه السلام آخذا بيد شيث وقال: يا بني إن الله جل جلاله أمرني أن آخذ عليك عهدا، وقال: يا رب إنك أمرتني أن آخذ قوله: «في ديجور ليلة ظلماء» :
الديجور: الظلمة، قال شمر: الديجور التراب، يقال : تراب ديجور أغبر يضرب إلى السواد كلون الرماد، وإذا كثر يبيس النبات فهو الديجور لسواده.
قوله: «تزداد كل يوم غناجة» :
الغنج: حسن الدل في الجارية، والغنج في الجارية: تكسر وتدلل، يقال:
امرأة غنجة أي: حسنة الدل، وقيل: الغنج: ملاحة في العينين.
قوله: «وبين إبليس لعنه الله» :
في «ظ» وبين الملعون إبليس عليه لعائن الله تترى.
Página 302