Sharaf Mustafa
شرف المصطفى
Editorial
دار البشائر الإسلامية - مكة
Número de edición
الأولى - 1424 هـ
Tus búsquedas recientes aparecerán aquí
Editorial
دار البشائر الإسلامية - مكة
Número de edición
الأولى - 1424 هـ
فوثب رجل فقال: بينا يا رسول الله نحن في ملاعبنا فإذا أنا بقس ابن ساعدة واقف على عين ماء متزر بشملة، ومرتدي بأخرى، - ثم أنشأ يقول:
يا نبي الهدى أتتك رجال ... قطعت فدفدا وآلا فآلا
وطوت نحوك الصحاصح طرا ... لا تخال الكلال فيك كلالا
كل دهماء يقصر الطرف عنها ... أرقلتها قلاصنا إرقالا
وطوتها الجياد تجمع فيها ... بكماة كأنجم تتلالا
تبتغي دفع بأس يوم عبوس ... أوجل القلب ذكره ثم هالا
فلما سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم، ذلك فرح فرحا شديدا، وقربه وأدناه، ورفع مجلسه وحباه، وأكرمه، وقال: يا جارود، لقد تأخر بك وبقومك الموعد، وطال بكم الأمد، قال: والله يا رسول الله، لقد أخطأ من أخطأك قصده، وعدم رشده، وتلك وايم الله أكبر خيبة، وأعظم حوبة، والرائد لا يكذب أهله، ولا يغش نفسه، لقد جئت بالحق، ونطقت بالصدق، والذي بعثك بالحق نبيا واختارك للمؤمنين وليا، لقد وجدت وصفك في الإنجيل، ولقد بشر بك ابن البتول، وطول التحية لك والشكر لمن أكرمك وأرسلك، لا أثر بعد عين، ولا شك بعد يقين، مد يدك، فأنا أشهد أن لا إله إلا الله، وأنك محمد رسول الله.
قال: فآمن الجارود، وآمن من قومه كل سيد، وسر النبي صلى الله عليه وسلم بهم سرورا، وابتهج حبورا، وقال: يا جارود، هل في جماعة وفد عبد القيس من يعرف لنا قسا؟
قال: كلنا نعرفه يا رسول الله، وأنا من بين قومي كنت أقفو أثره وأطلب خبره:
كان قس سبطا من أسباط العرب، صحيح النسب، فصيحا إذا خطب، ذا شيبة حسنة، عمر سبعمائة سنة، يتقفر القفار، لا تكنه دار، ولا يقره قرار، يتحسى في تقفره بيض النعام، ويأنس بالوحش والهوام، يلبس المسوح، ويتبع السياح على منهاج المسيح، لا يفتر من الرهبانية، وتتبعه الأبدان، -
Página 218