Shan Duca
شأن الدعاء
Investigador
أحمد يوسف الدّقاق
Editorial
دار الثقافة العربية
عيُونِهمْ وَيُقَال: إنَ المَغْفِرَةَ مَأخُوذَة (١) مِنَ الغَفْر: وَهُو فِيْمَا حَكَاه بَعْضُ أهْلِ اللغة نَبْتٌ يُدَاوَى بِهِ الجِرَاحُ (٢)، يُقَالُ إِنهُ إِذَا ذُرَّ عَلَيْهَا دَمَلَهَا وَأبْرَاهَا.
١٦ - القَهَّارُ (٣): هُوَ الذِي قَهَرَ الجَبَابِرَةَ مِنْ عُتَاةِ خَلْقِهِ بِالعُقُوَبةِ وَقَهَرَ الخَلْقَ كُلَّهُمْ بِالمَوْتِ.
١٧ - الوَهَّابُ: هُوَ الذِي يَجُوْدُ بِالعَطَاءِ عنْ ظَهْرِ يَدٍ مِنْ غير استِثَابَةٍ، وَمَعْنَى الهِبَةِ: التمْلِيْكُ بِغير عِوَضٍ يأخُذُهُ الوَاهِبُ مِنَ المَوْهُوبِ لَهُ، فَكُل مَنْ وَهَبَ شَيْئًَا مِنْ عَرَض الدُّنْيَا لِصَاحِبِهِ، فَهْوَ وَاهِبٌ، وَلَا يَسْتَحِقُّ أنْ يُسَمَّى وَهَّابًا إلا منْ تَصَرَّفَتْ مَوَاهِبُهُ فِي أنْوَاعِ العَطَايَا فَكَثُرَتْ نَوَافِلُهُ وَدَامَتْ.
وَالمَخلُوقُونَ إنما يَمْلِكُونَ أنْ يَهَبُوا مَالًا، أوْ نَوَالًا في حَالٍ دُوْنَ حَالٍ، وَلَا يَمْلِكُوْنَ أنْ يَهَبُوا شِفَاءً لِسَقِيْم، وَلَا وَلَدًَا لِعَقِيْم، وَلَا هُدَى لِضَلَالٍ، وَلَا عَافِيَة لِذِي بَلَاءٍ، وَالله الوَهابُ -سُبْحَانَهُ- يملِكُ جَميْعَ ذَلِكَ، وَسِعَ الخَلْقَ جُوْدهُ، وَرَحْمَتُهُ، فَدَامَتْ مَوَاهِبُهُ واتصَلَتْ مِنَنُهُ وَعَوَائِدُهُ.
_________
(١) في (م): "مأخوذ".
(٢) في (م): "تداوي الجراح". وفي اللسان وتاج العروس (غفر)، الغفر: نبات ربعي ينبت في السهل والآكام، كأنه عصافير خضر قيام، إذا كان أخضر، فإذا يبس فكأنه حمر غير قيام.
(٣) قال الزجاج في تفسير الأسماء ص ٣٨: القهر في وضع العربية: الرياضة والتذليل، يقال: قهر فلان الناقة؛ إذا راضها وذللها. والله تعالى قهر المعاندين بما أقام من الآيات والدلالات على وحدانيته. وقهر جبابرة خلقه بعز سلطانه.
1 / 53