188

Shan Duca

شأن الدعاء

Investigador

أحمد يوسف الدّقاق

Editorial

دار الثقافة العربية

وبحمدِكَ". قَالَ النَّحوُّيون: "سُبْحَانَ" مَصْدَرٌ مِنْ قَوْلك: سَبَّحْتُ الله تَسْبِيحًَا وَسُبْحَانًَا، أيْ: نَزَّهْتُهُ تَنْزِيْهًَا وَ[بَرأتُهُ] (١) تَبْرِئَةً. وَمِنْهُ قَوْلُ الأعْشَى (٢):
أقولُ لَما جَاءَنِي فَخْرُهُ ... سُبْحانَ مِنْ عَلْقَمَةَ الفَاخِرِ
يُرِيدُ: التَعَجُّبَ (٣) مِنْ فَخْرِهِ، والتبرُّؤَ. مِنْهُ. وَيُقَالُ: إن التسْبِيحَ مأخُوذ مِنْ قَوْلكَ: سَبَحَ الرَّجُلُ في الأرْضِ، إذَا: ذهب فِيْهَا. وَمِنْهُ قِيْلَ للفَرَسِ -إذَا كَان جيّد الرَّكْضِ-: سابحٌ.
وأما دُخُولُ الوَاوِ في قَوْله: "وَبِحَمْدِكَ" (٤) فَإن الحَسَنَ بنَ خَلاَّدٍ أخْبَرَنِي، قَالَ: سَألْتُ عَنْهُ الزَّجَّاجَ؛ فَقَالَ: سَألْتُ عَما سَألْتَنيِ [عَنْهُ] (٥) أبَا العَباسِ، مُحَمَّدَ بنَ يَزِيدَ، فَقَالَ: سَألْتُ أبَا عُثمان المازِنيَّ عَما سَألْتَني [عَنْهُ] (٥)، فَقَالَ: المَعْنَى: سَبَّحْتُكَ اللهم بِجَمِيع

= وغيره بإسناد ضعيف. وعلق عليه ابن علان في الفتوحات لشرح الأذكار ٢/ ١٦، ٢٠ فقال: ورواه باللفظ الذي عند النسائي الطبراني في الأوسط، ورواته رواة الصحيح. اهـ ويحسن الرجوع إليه؛ لأن ابن علان أطال في الروايات وبيانها.

(١) زيادة من (م).
(٢) ديوانه ص ١٤٣، البيت الثلاثون من قصيدة أبياتها ستون بيتًا، وأورد أكثر أبياتها، وتحدث عن مناسبتها، وشرحها، العلامة عبد القادر البغدادي في شرح أبيات المغنى ٧/ ٩٩، ٢٠٣.
(٣) في (م): "المعجب".
(٤) في (م): "بحمدك" أي بسقوط الواو مع أنها موطن الاستشهاد، ولعله سهو من الناسخ.
(٥) زيادة من (م) في الموطنين.

1 / 143