Shama'il al-Rasul
شمائل الرسول صلى الله عليه وآله وسلم
Editorial
دار القمة
Número de edición
-
Ubicación del editor
الإسكندرية
Géneros
جاريات وحور مقصورات، وزينة من الفضيات، وملابس من الحريرات، وأكواب مذهبات، ونمارق من الاستبرق مشغولات، فضلا عن رؤية وجه الله العظيم، وصحبة النبي الكريم، ومجالسة الصحب الميامين، مع ما أعده الرب الشكور من دائم السرور وعميم الحبور.
٤- عظيم وفاء النبي ﷺ لأصحابه ﵃ جميعا، خاصة أبا بكر، صدّيق هذه الأمة، وسابقها لكل خير، ودليله من الحديث: «إن من أمنّ الناس عليّ في صحبته وماله أبا بكر ولو كنت متخذا خليلا من أمتي لاتخذت أبا بكر» «١»، وهذا منتهى الوفاء والاعتراف بفضل أهل الخير وردّ صنيعهم بما هو أجمل وأكمل. وقد ذكر صاحب الفتح أن معنى: «إن من أمنّ الناس عليّ» أي أبذل الناس لنفسه وماله؛ لأن المن هنا بمعنى العطاء والبذل، لا بمعنى المنة التي تفسد الصنيعة.
وكان من مظاهر رد النبي ﷺ لأيادي أبي بكر البيضاء على الإسلام والمسلمين ما يلي:
أ- وجّه النبي ﷺ الخطاب إليه، وهو على المنبر، بقوله: «يا أبا بكر لا تبك» كما في إحدى روايات البخاري، وهي منقبة عظيمة لأبي بكر، ﵁، حيث ناداه بكنيته، وواساه في حزنه بأمره بعدم البكاء وذكر فضله.
ب- أثبت له النبي ﷺ أنه أكثر الصحابة صحبة وملازمة له، ﷺ، وأكثرهم إنفاقا، ودليله: «إن من أمن الناس عليّ في صحبته وماله أبا بكر» .
ج- أثبت النبي ﷺ أهلية أبي بكر لأن يكون خليلا له، لولا وجود المانع، وهو أن النبي ﷺ، خليل الرحمن، قال: «ولو كنت متخذا خليلا من أمتي لاتخذت أبا بكر خليلا»، ولو أن في الصحابة من هو أفضل صحبة للنبي ﷺ لكان هو أولى من أبي بكر ﵁ بخلة النبي ﷺ؛ لأن المقام بيان فضل الناس ولا ينبغي في حقه ﷺ رفع المفضول على الفاضل.
د- أمر النبي ﷺ بإغلاق جميع الأبواب التي تفتح بيوت الصحابة على المسجد، إلا باب أبي بكر الصديق، قال ﷺ: «لا يبقين في المسجد خوخة إلى خوخة أبي بكر»، وفي رواية عند البخاري: «لا يبقين في المسجد باب إلا سدّ إلا باب أبي بكر» «٢»، وهي منقبة عظيمة لأبي بكر، ﵁، وقد يكون من أسباب الأمر بسد جميع الأبواب، هو إظهار فضل
(١) رواه البخاري، كتاب الصلاة، باب: الخوخة والممر في المسجد، برقم (٤٦٦) . (٢) سبق تخريجه قريبا.
1 / 68